«آيات الجهاد» في خطاب «جماعات الإرهاب» (16)
ثلاث حالات حددها القرآن الكريم للقتال في سبيل الله

« آيات الجهاد ».. و«آيات القتال».. و«آيات النفير».. ثلاث مسميات للآيات التي نزلت في صدر الإسلام لحث المسلمين على الجهاد والدفاع عن أنفسهم وحماية دينهم من الفناء.
إلا أن جميع آيات الجهات التي وردت في القرآن الكريم جاءت للدفاع عن النفس وليس القتل والعدوان وإرهاب الآمنين.
ولم تنزل « آيات الجهاد » للقتل باسم الدين كما تزعُم الجماعات الإرهابية، وإنما قيّدها الشرع الحكيم بضوابط صارمة لحفظ الأديان والأنفس والأعراض والأموال للناس كافة.
ورغم وضوح وبيان وصراحة القرآن الكريم إلا أن «جماعات الشر»، و«تجار الدم» من أعضاء التنظيمات الإرهابية، حولوا هذه الأيات من «آيات للرحمة» ونشر الإسلام بالحسنى إلى آيات للقتل باسم الدين!.
واستخدموا هذه الآيات كذريعة شرعية وسماوية لقتل الأبرياء، وسفك الدماء باسم الجهاد في سبيل الله.
الجهاد الحرام في القرآن الكريم
وفي حلقة اليوم نلتقي مع الآية «216» من سورة البقرة والتي تتخذها الجماعات الإرهابية كذرية للقتل تحت ستار الجهاد في سيبل الله.
يقول الله تعالى: «كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ».
وتعتبر هذه الآية من أهم وأعظم وأخطر الآيات، باعتبارها الآية التي أعلنت فرض الجهاد على المسلمين صراحةً كما قال تعالى: «كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ»، أي فُرض عليكم.
ثم تأتي بلاغة القرآن وإعجازه فتوضح الآية أن هذه الفرض مكروهًا لدى النفس البشرية «كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ»، لأن القتل وإهدار الدماء أمر تأباه النفس البشرية وتكرهه.
الجهاد المشروع في القرآن الكريم
ثم تبرر الآية الجهاد المشروع في القرآن الكريم فيقول تعالى: «… وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ».
والآية صريحة وواضحة حيث تؤكد أن الجهاد رغم كراهيته يصبح فرضًا على كل مسلم للدفاع عن النفس، وصدّ أي عدوان على المسلمين.
ولم تُبح الآية الجهاد والقتال بشكل دائم ومُطلق، بل جعلته مُقيدًا بلفظ الكراهة لتؤكد أن القتال لا يكون إلا في ثلاث حالات، وهي الدفاع عن النفس أو الدين أو نصرة المظلوم المُستجير.