
كشفت الكاتبة الصحفية ثناء رستم، أنَّ مبتدعي الأديان والمذاهب الدينية، نوعية شديدة الخصوصية بين البشر، لم يرتضوا أن يندرجوا في مصاف البشر العاديين ولم يرضوا أن يكونوا تابعين لأديانهم التي ولدوا عليها، ولكنهم اختاروا أن يكونوا آلهة ورسلًا، فتنقلوا ما بين الأديان وما رفضوه في الدين الذي ولدوا عليه وخرجوا منه.
وذكرت أن هناك بعض الشخصيات لم يرتضوا بما جاءت به الأديان ورأوا أن الدين لا يلبي حاجتهم ولا يتوافق معهم ولا يحقق لهم وضعًا خاصًا وظهروا بعد نزول الأديان الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام.
أئمة التكفير في الأديان
ووفق ما تضمنه كتابها (أئمة الخفاء في الأديان)، رأت أن هؤلاء قرروا أن يبتكروا هم مذاهبهم وأديانهم الخاصة بهم وانشقوا بها عن الدين الأساسي الذي كانوا يتبعونه.
وأشارت إلى أنهم تحولوا إلى أئمة يكفرون من قبلهم ويبحثون لهم عن أتباع ومريدين ومؤمنين لأفكارهم الجديدة.
ولفتت إلى أنه لا يوجد ما هو أكثر إغراءً من وجود شخص يقدم فكرة مجتمع يمثل الفضيلة الإنسانية من وجهة نظره لتصل به وبمن يتبعه إلى الجنة وفي بعض الأحيان إلى تحقيق فكرة الخلاص أو لتتوافق مع طبيعته الخاصة ورؤيته الحقيقية لفكرة الدين والعلاقة مع الله.
وأوضحت أنه يفعل ذلك حتى وإن كانت من خلال هدم كل ما هو متعارف عليه من القيم والأخلاق والفضائل والتحكم في الأهواء والشهوات والبُعد عن ارتكاب الخطايا والمعاصي.
وأضافت أن هذا الأمر يلقى إقبالًا من البعض الذين يضيقون بالقيود التي تفرضها التعاليم الدينية ولكنه في الوقت ذاته لا يستطيع أن ينفصل عن منظومة الدين، فيلتحق بمن يدعوه إلى ممارسة ما يرغب فيه تحت مظلة مشروعة من وجهة نظره وفي إطار من القداسة تبيح له ما يرغب في ظل عباءة دينية.
وتابعت: إذا كان «الإمام» يمتلك الرغبة في خلق دين أو مذهب جديد ولديه مقومات خاصة وقدرات تضعه في مصاف العباقرة، فكيف له أن يؤثر في غيره وقد يكون أتباعه على مستوى علمي رفيع ويتقبلون منه أقوالًا وأفعالًا قد لا يقبلها العقل أو المنطق ولا تضيف شيئًا جديدًا على دينهم الأصلي.
أتباع مبتدعي الأديان والمذاهب من الحاصلين على الدكتوراه
واستطردت: عند النظر في حالة الدكتور بريقع مدعي النبوة في الإسكندرية نجد أنفسنا أمام حالة غريبة، لأن بعض أتباعه كانوا من الحاصلين على درجات الدكتوراه ومع ذلك آمنوا به وصدقوا أن الوحي يأتيه في صورة أحلام.