أداة المتطرفين لقتل الأبرياء
الروايات المنسوبة كذبًا للرسول تُبيح إزهاق الأرواح لأبسط الأسباب

حرَّم الله سبحانه وتعالى قتل النفس إلَّا بالحق، بينما الروايات المنسوبة كذبًا إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تُبيح القتل لأبسط الأسباب.
قال تعالى: «وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا» (الإسراء: 33).
المتطرفون يعتمدون في أفكارهم على روايات منسوبة زورًا وبهتانًا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم لتبرير قتل الأبرياء وترويع الآمنين، بحجة أنَّهم يطبقون وينشرون الإسلام.
الرسول بريء من الروايات المنسوبة إليه
الإسلام لم يأمر قط بقتل الناس الآمنة، بل هو دين يدعو للسلام والتسامح وتقبّل مختلف الأفكار والعقائد، وينهى الإسلام بل ويجرّم إشاعة القتل والذبح بين الناس والتمثيل بالجثث، كما يفعل المتطرفون.
الرسول بريء مما يفعل هؤلاء ومن الروايات الكاذبة المنسوبة إليه، فقد أُرسل إلى الناس كافة ليعيدهم إلى التوحيد وفقًا لتعاليم صحيحة تضمّنها القرآن الكريم، فلم يكن من بينها ترويع الآمنين وقتل الأبرياء كما يدّعي الإرهابيون.
الرسول لم يُخالف القرآن، الذي نصَّ في عدة مواضع على أن النبي لا يخالف النص الإلهي بل ويخشى ذلك، وذلك في قوله تعالى: «قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ» (الزمر: 13).
الإسلام دين العدل والاعتدال والسلم والسلام والمحبة والتقوى، والشريعة الإسلامية شديدة الحرص على توجيه سلوك الإنسان وأخلاقه، وحماية حياته من أي اعتداء، وتكفل عزته وكرامته.
الفرقان جعل للنفس البشرية مكانة عظمى
جعل الإسلام للنفس الإنسانية مكانة عظيمة، فمدح الخطاب الإلهي إحياءها وذمَّ قتلها فقال تعالى:
«مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ» (المائدة: 32).
الفتاوى الكاذبة الصادرة عن شيوخ الفتنة الذين لا يعلمون عن الإسلام إلَّا قليلًا، ينسبون إليه الضلال بالزور والبهتان، للوصول إلى مصالحهم الشخصية.
النبع الفكري لهؤلاء يستند على أحاديث منسوبة للرسول لا أساس لها من الصحة وما أنزل الله بها من سلطان لتضليل الناس فقط. والتطرف الفكري هو سبيلهم لتنفيذ مخططهم، عن طريق إقناع ضعاف النفوس والإيمان بأفكار مليئة بالشذوذ والضلال، لكنهم يريدون سندًا قويًّا ليقوّي موقفهم، فعمدوا إلى إلصاق الروايات المكذوبة للرسول.