
الإلحاد ظاهرة عالمية تتنامى بشكل كبير وخطير بسبب مجموعة من العوامل مثل، العولمة وثورة التكنولوجيا الحديثة.
الغريب والمثير أن هناك عدد من رموز التحرر العالمي طالبوا بحرية الإلحاد، مؤكدين أن حرية الدين والعقيدة حرية شخصية.
إلا أن المتأمل في آيات القرآن الكريم يجدها قد انتصرت في أكثر من موقعة أو غزوة كلامية فرق الله فيها بين الحق والباطل، والتوحيد والإلحاد.
«التنوير» تكشف في السطور التالية عدد من المعارك التي وقعت بين أهل التوحيد وأهل الإلحاد، وكان القرآن الكريم هو السلاح الوحيد للانتصار في المعركة.
الإلحاد فكرة شيطانية للهروب من تكاليف العبادة
لقد جاءت الأدلّة العقلية في كتاب الله عز وجل واضحة وصريحة لإثبات وجود الله وربوبيته، لتعريف الناس بحقيقة خالقهم.
والمتأمل في آيات القرآن الكريم يجدها تدلنا دائمًا على وجود الله سبحانه وتعالى، فما من شيء إلا وهو أثر من آثار قدرته، وما من مخلوق إلا دلّ على وجود خالقه سبحانه وتعالى.
وقد نبَّه القرآن الكريم إلى دلالة كل شيء ومرجعيتها إلى الله تعالى، كما في قوله سبحانه وتعالى : « قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ» (الأنعام: 164).
سُئل أحد الأعراب سؤالًا موجّهًا إلى فطرته السليمة، فقيل له: كيف عرفت ربك؟
فقال: البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير ، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فِجاج، وبحار ذات أمواج، وجبال وأنهار، أفلا يدل ذلك على السميع البصير؟
و ذكر لنا القرآن استدلالات لأنبياء الله ورسله، حين كانوا يُناظِرون ويُجادِلون بعض الملحدين الذين ينكرون وجود الله.
الدليل الأول: قصة الخليل مع النمرود
تعتبر قصة سيدنا إبراهيم (عليه السلام) من أهم الأدلّة التي أعجزت رأس الإلحاد والملحدين وأبطلت كافّة حججهم الباطلة.
يقول الله سبحانه وتعالى: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ» (البقرة: 258).
والمتأمل لسياق الآية يجد أن سيدنا إبراهيم ساق للنمرود مجموعة من الأدلّة التي أعجزت إلحاده، فقال له: «قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ»
ولما ادّعى النمرود لنفسه صفة الألوهيّة، رد عليه سيدنا إبراهيم: «قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ»