«غلو المهور» أزمة تؤرق شباب الأمة
«أزهري» الإسلام جعل «المهر» بالتراضي و«المغالاة» سبب انحراف الشباب

« غلو المهور » أزمة يعاني منها الشباب في مصر والعالم الإسلامي بعد أن أعيتهم الظروف الإقتصادية عن الوفاء بمطالب أهل العروس الباهظة، وهو ما نتج عنه انحراف الشباب وانتشار الأمراض الاجتماعية الخطيرة وفي مقدمتها انتشار الفاحشة.
«التنوير» طرحت قضية « المهر في الإسلام » على الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، عميد كلية أصول الدين الأسبق بجامعة الأزهر، فقال إنَّ الإسلام دين الوسطية في كل شيئ، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالزواج لإعمار الأرض، وشرع في كتابه العزيز المهر وهو هدية يهديها الخاطب إلى عروسه ليرغبها في الزواج منه، ولكن القرآن الكريم جعل تقدير المهر للناس على قدر أحوالهم، فلم يفرض عليهم نصيباً مفروضاً ومحدداً وتركها بين الناس قبولاً وإيجاباً.
يقول الله سبحانه وتعالى في شأن خطبة النساء: «وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا ۚ وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (235) لَّا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ (236) سورة البقرة.
وقد نهانا الله سبحانه وتعالى عن أكل أموال النساء وصداقهن الذي فرضه الرجل لزوجته، فقال تعالى: «وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ ۚ وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۚ وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ». (237) البقرة.
وأضاف الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم عميد كلية أصول الدين الأسبق بجامعة الأزهر لـ«التنوير» إن الله أباح للرجل أن يعدد الزواج بشرط أن يكون عادلاً وألا يظلم زوجة على حساب الأخرى وألا ينقصها شيئاً من صداقها ومهرها الذي وهبه لها حيث يقول الله تعالى: «وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا ۚ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا».
وأكد مرزوق أن الله أمرنا بأن نفي بحق النساء في الصداق فقوله تعالى: «وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا»، وهذه الآية تُبين أنَّ تقديم المهر للزوجة واجب على الزوج، وأنَّ هذا المهر حقٌ خالصٌ لها، لا يجوز له أنْ يأخذ منه شيئًا إلَّا إذا طابت نفسها لذلك، ومن هنا نعلم حرمة ما يحدث أو يقع من بعض الناس، وهو أنَّهم يُكرهون زوجاتهم بعد الزواج على ترك مهورهم سواء كل المهر أو بعضه.
وأشار إلى أنَّ الغاية وتقديم النصيحة إلى جميع الناس بأن الحكمة من تخفيف المهر أو التيسير على الناس في الزواج، لحماية المجتمع من الفتن والوقوع في المحرمات المنهي عنها، ونوصي كل المسلمين بذلك، كما عليهم بألَّا يتباهى الإنسان ويفتخر بأنَّه أخذ مهرًا كبيرًا لابنته، بل إن بعض الناس يقع في كبيرة من الكبائر وهي أنَّ يعلنوا قيمة للمهر بخلاف تلك التي حصلوا عليها حقيقة، فيكون الإنسان قد بدأ حياته بكبيرتين «الكذب والغش».