المرصد

أسباب الاختلاف بين المذاهب (1-2)

لماذا اتسعت وتشعبت الفرقة بين المسلمين إلى هذا الحد؟!

لماذا استمر الخلاف بين المسلمين على مدار القرون الماضية؟ وأليس لتلك الأزمة حل؟!! أسئلة عديدة واقتراحات عدة يقدمها الباحث والمفكر الإماراتي، علي محمد الشرفاء الحمادي، في هذا المقال، المقتطف من كتابه المهم «المسلمون.. بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي»، الصادر عن «دار النخبة للطبع والنشر والتوزيع»، حيث يوجه بين سطوره دعوة إلى المختصين بالشأن الإسلامي كافة، لكي يبحثوا عن أسباب الخلاف.

ويقول الكاتب العربي الكبير، علي الشرفاء، موجهًا حديثه إلى علماء المسلمين ومفكريهم ومثقفيهم: «كما أمر الله- تعالى- المسلمين بالتّدبر في كتابه الكريم، فإنَّ المسلمين اليوم مَدْعُوّون لدراسة الأسباب التي أدت للخلاف والاختلاف والفرقة بين المسلمين، وخلقت حالة من العداء والصراع فيما بينهم منذ وفاة الرسول- عليه الصلاة والسلام- حتى يومنا هذا…

ولِنسأل أنفسنا هذا السؤال الملح الذي انتظر الإجابة قرونًا طويلة..

أولًا: لماذا ابتعد المسلمون قرونًا طويلة عن تطبيق واتباع التشريعات الإلهية التي تستند لِمَا أمر الله به وما فيها من القيم والأخلاق الرفيعة الداعية للخير والمحبة والعدل والسلام والرحمة؟

ولن يتسنى لنا الإجابة إلا بدراسة الأسباب الأساسية وأدوار المُغرضين أعداء رسالة الإسلام، وما استحدثوه من روايات وإشاعات كاذبة مُستهدِفَة صرف المسلمين عن المنهج الإلهي لِيُبعدوهم عن التعرُّف على دلالات آيات القرآن ومراميها العُليا لِما يُحقق للناس من خير وصلاح ولما ينفعهم بالاعتصام بحبل الله، محذرًا من تفرقهم وتنازعهم.

فلا مناص إلا بالعودة للمرجعيّة الإلهية، مرجعية القرآن الكريم، كي لا تأخذنا مرجعيات دينية من بني البشر عندما أضْفَوا عليها من حُلل القداسة ما صرف الناس عن الأصل، القرآن الكريم.

وقد أراد الله تعالى لنا أن نعتصم بكتابه العزيز خلف الرسول الخاتم الذي بلَّغ آيات ربه كما أمره.

منهج واحد أراد الله تعالى لنا التوحّد خلفه، كي لا تحدث الفرقة والتشرذم، لكنه حَدَثَ وقد ضربت الفرقة صفوفنا، فإذا ما اتحدنا خلف المرجعية الأصل- القرآن الكريم- أمكننا بذلك إزالة الفرقة ووقف التدهور والتناحر جراء التشرذم والتنازع بين المسلمين، ولأمكننا تفويت الفرصة على المتربصين بنا من الأعداء.

أولئك الذين يتمنون بقاء الفرقة لتستمر وتدوم حتى اليوم الذي نعيشه في هيئته المزرية من مذاهب شتى وفرق متعددة بأعلامها السوداء وسيوفها الحمراء التي امتزجت بدماء الأبرياء، جهادًا في سبيل الله- كما يزعمون- وعقابًا للكفرة، كما يدعي أولئك المفسدون في الأرض، الأمر الذي يصبُّ في صالح العدو لتحقيق أهدافه وتمكينه من أطماعه في الثروات العربية، يعبث بأمننا، ويستبيح أوطاننا لما شَهِد في أهلها انشغالًا عنه وهم في اقتتال دائم فيما بينهم، وقد أنهكهم الصراع ومزقهم النزاع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى