المرصد

أسباب الاختلاف بين المذاهب (2-2)

تخطيط جهنمي يهدف إلى استمرار اشتعال النار والفتنة بين العرب

استعرض المفكر والكاتب الإماراتي، علي محمد الشرفاء الحمادي، في المقال السابق ما يرى أنه من الأسباب التي أدت إلى استمرار الفرقة والقطيعة بين المسلمين، على مدار أكثر من 14 قرنًا من الزمان، ونستكمل في الأسطر التالية رؤية الباحث الإسلامي علي الشرفاء، والتي تضمنتها صفحات كتابه الصادم للأفكار المتحجرة «المسلمون.. بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي»، الصادر عن «دار النخبة للطبع والنشر والتوزيع»، حيث يضيف قائلًا: «فلم تعد ترى القيادات العربية مخرجًا يحقق لهم الوصول إلى بَر السلام ولا تستطيع التنبؤ بما هو قادم في المستقبل من الطامعين في أوطانهم وثرواتهم.

وماذا يحمل في طياته من تخطيط جهنمي ليستمرَّ اشتعال النار والفتنة بين العرب لتمكين بني إسرائيل من تحقيق أحلامهم وامتداد دولتهم من النيل إلى الفرات ليسقطَ مئات الألوف من الضحايا وتسيلَ الدماء تروي الصحاري العربية وتنهار القرى والمدن على ساكنيها، ويتشردَ الملايين ويغرقَ الأطفال في البحار وتترملَ النساء وتَسْوَدّ الحياة في وجوههم، فلا ضمير يهب لمساعدتهم، ولا أخوة يعينونهم على مشقتهم، ولا صديق يرأف بحالهم.

وما حدث في العراق ويحدث في سوريا واليمن وليبيا شاهد على ما يخطط له الغرب وأمريكا وإسرائيل من استئصال قدرات العرب واستعادة استعمارهم ونهب مقدراتهم واستباحة أوطانهم.

فالعين تبصر، والقلب يدمى، والقلاع تهوي، والقوم سكارى، وعويل الثكالى يتردد صداه بين الأرض والسماء فيعود الصدى ليسأل أليس فيكم رجل رشيد؟ فجاء الرد الإلهي محذرًا وهو يقول:

(وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون (4) فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين).. (الأعراف :5)

نعم لن يكون لنا مَخرجٌ إلا بالعودة والتوحّد خلف مرجعية القرآن الكريم لأن فيه أمر إلهي بالاعتصام بحبل الله وعدم التفرق حيث يقول سبحانه:

(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).. (النساء: 103)

وهذه الآية تضع العرب المسلمين على المحك والاختبار، فإما أن يتجه الجميع نحو مصالحة تاريخية ويوحدوا صفوفهم ويعدون قوتهم ويتعاونون فيما بينهم في السراء والضراء لاستعادة ما سلب منهم من حقوق، وإما أن يعصوا أمر الله متحدين عقابه يوم الحساب.

وحينها علينا أن نتحمل جميعنا تبعات ذلك التحدي والعصيان لأمر الله، وما سينتج عنه في الدنيا من غضب الله وفي الآخرة عذاب عظيم.

فعلى القيادات العربية مسؤلية دينية وأخلاقية لإعادة الصفاء الأخوي بين الأشقاء ووقف نزيف الدم والمال والاستعانة بالمنهج الإلهي في القرآن الكريم في وضع تشريع نابع من آياته في إعادة بناء العلاقات العربية على المعايير القرآنية التي تأمر بالوحدة والحكم بالعدل والتعاون تحت مضلة الرحمة والإخاء، وترك كل ما سوى القرآن من مرجعيات أسلمتنا بإرادتنا للفرقة والضياع، فكان ما كان من الحروب والقتل والتدمير والفتن المتلاحقة.

لا خلاص سوى بالرجوع لكتاب الله تعالى وقرآنه الكريم، الذي يضيء لنا الطريق ليخرجنا من الظلمات إلى النور.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى