أخطاء شائعة

أسباب الصراع بين الجماعات «1»

«التنوير» تكشف المرجعيات الدينية المتناقضة في الخطاب الديني

«إن الخطاب الديني متعدد المناهج والاتجاهات، وكل خطاب تختلف مضامينه وأهدافه عن الخطاب الآخر وكل خطاب يعتمد على مرجعية تختص به»

بهذه الكلمات الجامعة كشف المفكر العربي على محمد الشرفاء الحمادي، أسباب الصراع بين الجماعات المتطرفة، ولماذا تكفِّر بعضها بعضًا.

حيث أكد «الشرفاء» أنه توجد على ساحة الدعوة الإسلامية خطابات دينية متعددة ومتناقضة، وكل منها اختزل الإسلام في معتقداتٍ ذات توجهاتٍ مغايرة لكل منها.

وفي المقابل نجد الخطاب الإلهي خطابًا واحد مُحدد المضمون متسق المعاني راقيًا في الحوار يستند للمنطق والعقل ليتفق مع الفهم المخاطَب وهو عقل الإنسان.

كما أن الخطاب الإلهي ذا مرجعية واحدة خطاب من خالق الناس لكل الناس، يدعو للرحمة والمحبة والتعاون والمساواة والعدل بين جميع البشر.

المرجعيات المتناقضة في الخطاب الديني

ويضيف المفكر العربي على الشرفاء: لقد اعتمد الخطاب الديني على مرجعيات مختلفة ومناهج متعددة متناقضة مع الخطاب الالهي.

كما أنها مرجعيات اختلفت في أسانيدها وارتبطت مفاهيم أصحابها بالظروف السياسية والاجتماعية، حتى أصبح التشريع الإسلامي مصدر خلاف واختلاف.

حتى نشأت بسببه نزاعات استمرت مئات السنين وأفرزت منها في العالم الإسلامي طوائف عديدة وفرق كثيرة متصارعة متقاتلة وعشرات المذاهب الدينية لكل مذهب دعاته وأئمته.

وهو ما تسبب في خلق دوامة فكرية بين المسلمين وحيرة مترددة في اختيار أي من المذاهب الذي يتحقق به سلامة إقامة  الشعائر العبادية ومصداقية الأحكام التي يتبناها كل مذهب وأي من المذاهب يتوافق مع المنهج الإلهي.

الصراع الطائفي بين زعماء الخطاب الديني

ويضيف «علي محمد الشرفاء الحمادي»: لقد أدّى هذا إلى صراع مذهبي كارثي فكل طائفة تعصّبت لمذهب مُعيّن، وتفرّق المسلمون، فإتّبعت كل طائفة إمامًا ومعلمًا ومرشدًا.

وأصبح كل فريق يَعتز بإمامه، ويُعلي من شأنه ويُقدِس آراءه وفتاويه ولا يرضى بغيره إمامًا واعتمد الخطاب الديني على أقوال وروايات كاذبة لتأجيج الخلاف والصراع بين المسلمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى