أستاذ دراسات إسلامية: القرآن منهج للحياة والعمل
د. الدمرداش: تدبر كتاب الله واجب ويأتي بعده الفهم والعمل

القرآن منهج للحياة والعمل، فهو نص عربي ولكنه فكر عالمي.
جاء هذا في كلمة د. جمال الدمرداش أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية آداب الزقازيق، في فعاليات الندوة التي نظمتها «مؤسسة رسالة السلام» للأبحاث والتنوير بالتعاون مع جامعة الزقازيق، مساء الثلاثاء الموافق 5 أبريل 2022، احتفاءً بشهر رمضان المبارك.
وذكر د. الدمرداش في كلمته أن عالمية القرآن حددها القرآن في قوله تعالى: «وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ»، فهو ليس للعرب فقط وليس لأمة دون أخرى وأشار إلى شمولية القرآن مستشهدًا بقول الله سبحانه وتعالى : «وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ» (النحل: 89)، ويبين لكل جانب الحياة قال تعالى : «مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ..» (الأنعام : 38)
وأضاف، إذن كانت منهجية القرآن التي عبر عنها بأسلوب الهداية فقال تعالى: «إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا» (الإسراء: 9)
القرآن منهج للحياة والعمل
وقال د. الدمرداش في كلمته: بعض الناس يأخذون القرآن على أنه كتاب تعبدي نقرأه ونختمه ختمات كثيرة ونأتي من أول السورة وننظر متى نصل إلى آخرها، ونقول أتممت عدة ختمات أو قرأت مرات في القرآن ولكن دون تدبر.
وتابع: هذه ليست قراءة، لأن يقرأ الإنسان آية واحدة فيحفظها ويتفكر في معناها وما وراءها من المعنى والمغزى أفضل من أن يقرأ القرآن كاملًا دون تدبر أو فهم، يقول تعالى: «أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا» (محمد: 24)
وأضاف: فالتدبر واجب. ثم بعد التدبر والفهم يأتي العمل، فالقرآن منهج عمل ولم ينزل لننشده أو لنقرأه بأصوات عذبة أو نحفظه في أوراق تبركًا به أو نعلقه على الجدران . إنما هو منهج للحياة ودستور شامل، فالبنسبة للعمل نجد القرآن في محكم آياته يقول الله تعالى: «وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ ..» (القصص: 77)
وقال د. الدرداش خلال كلمته، إن كانت آيات القرآن 6236 آية، آيات بها معاني للتوحيد ومعاني العبادة، كذلك بها معاني الحرص على العمل: «وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ..»
يقول تعالى: «فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» (الجمعة: 10)، أي لا تظلوا جالسين عبادًا مسبحين مرددين للتسابيح وهكذا، وإنما هناك وقت للصلاة وهي أقدس العبادات فجميعها لا تأخذ أكثر من ساعة وباقي الوقت عمل، فالدول ترقى وتتقدم، والشعوب تنهض، فيا أمة الإسلام هذا كتابنا فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض.
ويقول تعالى: «..فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ» (الملك: 15)
وأوضح د. الدمرداش أن الله تعالى استعمرنا في الأرض وفي كلمة «استعمرنا» عندما تدخل (الألف والسين والتاء) على الفعل فهي دلالة على الطلب، واستعمرنا في الأرض أي طلب منا عمرانها، أن نعمر هذه الأرض بالعمل ولنتجه لأن نغرس شجرها وأن نخرج ما في باطنها وأن نعمل ونكد.
فأمة الإسلام ليست أمة كسالى وإنما هي أمة عاملة ورسولنا صلى الله عليه وسلم خير مثال لذلك.
يذكر أن ندوة «القرآن بين التنزيل والتضليل» تأتي ضمن أنشطة «مؤسسة رسالة السلام» للأبحاث والتنوير التوعوية لعام 2022، بالتعاون مع المؤسسات التعليمية والتربوية والثقافية لنشر الوعي التصحيح برسالة الإسلام وتصويب الخطاب الإسلامي.