الأسرة والمجتمع

«أطفال داعش» وأكذوبة «أشبال الخِلافة»!

الجماعات المتطرفة تستغل الأطفال في العمليات الإنتحارية

لم ترحم التنظيمات المتطرفة والإرهابية، أيًّا من فئات المجتمع لضمها إلى صفوفها لتكون أداة قتْل وسفْك دماء للأبرياء دون ذنب، خاصةً الأطفال.

تلك الجماعات لجأت إلى استغلال الأطفال لضمهم إلى صفوفهم وتأهيلهم فكريًا ومعنويًا، لسهولة التأثير فيهم ومن ثَمَّ بثّ سمومهم في عقولهم وجعلهم جنود الغد.

تنظيم «داعش» على وجه الخصوص وسَّع بشكل غير مسبوق من عمليات تجنيد الأطفال والقُصَّر، لاستخدامهم في العمليات الإنتحارية بعد تربيتهم على منهجهم المُخالِف للإسلام.

«داعش» يُجنِّد الأطفال لبناء جيشه الخاص

الكاتب والمفكر عصام عبدالجواد، ناقش القضية بكامل أبعادها في كتابه «أطفال داعش»، الصادر عن دار النخبة للنشر، خطورة تلك القضية، موضحًا أنَّ «أشبال الخلافة» ضِمنَ خطة التنظيم بعيدة المدى.

وأوضح أنَّه يعتمد عليهم لكي يبني جيشه الخاص، لذلك فهو يستغل الآلاف من أطفال المناطق الخاضعة لسيطرته في العراق وسوريا ويجندهم.

إستخدام الأطفال في أعماله الإرهابية، خاصة (الإيزيديين) وأتباع الديانات والطوائف الأخرى، كان السبب الرئيسي وراء تجنيدهم كما أكد المؤلف.

وأشار إلى التقارير العالمية التي توضح ارتفاع عدد الإنتحاريين من صغار السن التابعين لداعش، حيث تضاعف خلال أعوام.

التنظيم يعتمد في تدريبه على آيات القرآن، خاصةً التي يوجد بها قتال الكفار، كما ذكر، حتى تتولد القناعة بقتال كل من يرونه كافرًا -حسب مفهومهم-.

يوجد لدى داعش 3 أنواع من المدارس لتهيئة النشء من خلالها وإعدادهم لتنفيذ العمليات الإنتحارية، أبرزها «الدينية» التي تُعَد الأكثر خطورة.

رأى أنَّه يتم فيها تشكيل عقول الأطفال ووعيهم، بترسيخ الفِكر الإرهابي في عقيدتهم وزرْع كراهية غير المسلمين في نفوسهم.

المدرسة الثانية في رؤيته هي «القتالية» التي تُدربهم على فنون القتال كافة بشكل علمي.

والمدرسة الثالثة هي «الفكرية» إذ تتم تهيئتهم فكريًا ونفسيًا، لكي تكون لديهم القدرة على ذبح ضحاياهم دون رحمة أو شفقة.

الأطفال الهاربون فضحوا مُخططات التنظيم

وقال «عبدالجواد» إنَّ 4 أطفال هربوا من التنظيم، أكدوا أنَّ إراقة الدماء أصبحت شيئًا عاديًا بالنسبة لهم.

كان ذلك بعد تعرضهم لوقائع عُنْف في المعسكرات التدريبية، وأكثر ما كان قيادات التنظيم يؤكدونه لهم هو «ذهابهم للجنة فورًا بعد الموت».

وأضاف الأطفال الهاربون إنَّ داعش يُعلمهم أنَّ كل ما يملكونه يُعَد مِلكًا للتنظيم، حتى إذا طلب منهم التضحية بحياتهم في سبيله فعليهم بالطاعة.

التنظيم يُعلِّم الأطفال الإجابة على سؤالين «كيف تقتل عدوك؟ وكيف تكون مخلصًا لقائدك أو زعيم التنظيم؟».

وتضمَّن الكِتاب ما ذكرته الدكتورة رهام عبدالله مسئولة وحدة اللغة الأوردية بمرصد الأزهر، أنَّ هناك 3 أنواع من الجيوش «الدولة والخلافة وعدنان”.

يوجد في صفوف تلك الجيوش الـ3 عدد كبير من الأطفال، يُطلَق عليهم أشبال الخلافة ويتم تدريبهم عقليًا وفكريًا وعقائديًا.

وذلك لم يكن بعيدًا عن تعليمهم كيف ولماذا يقتلون الكفار؟ كما يُرغِّبونهم في العمليات الإنتحارية.

وأكد أنَّ باكستان وأفغانستان تأتيان على قائمة الدول المتضررة من الصراع في العالم، وأطفالهم بشكل خاص هم الأكثر تأثُّرًا بأحداث العنف والإرهاب والتطرُّف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى