
أوصانا الإسلام بإكرام اليتيم أيَّما إكرام وجعل درجة ومنزلة من يكفل اليتيم ويكرمه هي صحبة نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) في الجنة.
تعددت آيات القرآن الكريم التي أوصت بالحفاظ على مال اليتيم وإعطائه حقه كاملًا دون ظلم أو إلحاق أي ضرر به.
قال الله سبحانه وتعالى «وَآَتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا» (النساء: 2).
تعددت آيات القرآن التي حرَّمت المساس بمال اليتيم
هذا ما ذكره الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف في مقالٍ له، مشيرًا إلى ضرورة الإحسان إلى الأيتام، إذ قال الله سبحانه وتعالى «وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا» (النساء: 36).
وقال تعالى: «يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ» (البقرة: 2015).
وقال: «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ» (البقرة: 220).
وقوله: «وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا» (النساء:8)، كانت من الآيات التي لفت إليها «جمعة».
وقال الله سبحانه وتعالى «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9) إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا» (الإنسان: 8: 13).
وتضمَّن القرآن «فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ» (البلد: 11: 15)
و«فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ» (الضحى: 9).
تحذير لأصحاب الجمعيات التي تعمل على مال اليتيم
وأشار «جمعة» في مقاله عبر موقعه الإلكتروني، إلى ذم القرآن لأهل الجاهلية على تقصيرهم في حق اليتيم، فقال الله سبحانه وتعالى: «كَلا بَل لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ» (الفجر: 17).
وقال إنَّ القرآن حذَّر من المساس بأموال الأيتام، فقال الله سبحانه وتعالى : «إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا» (النساء: 10).
و أنَّ مفهوم أموال اليتامى يحتاج إلى تحديد، حيث ينصرف ذهن بعض الناس إلى المال الذي ورثه اليتيم عن أبيه أو أبويه كليهما.
وأضاف: وكذلك أي من مورثيه «جدًّا أو جدة أو أخًا أو عمًّا أو غيرهم» غير أنَّ الأمر لا يمكن أنْ يقف عند هذا الحد، إنما يشمل كل مال حُبِس على اليتيم أو خُصِص له أو جُمِع لأجله.
وذكر أنَّ كل جمعية تعمل في مجال الأيتام وكل شخص يقوم على أي شأن يتصل بشئونهم أو إدارة الأموال المخصصة لهم، عليه أنْ يدرك أنَّ المساس بهذه الأموال بغير حق بأي وجه من الوجوه, إنَّما يقع في عِداد من قال الله في حقهم: «إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا» (النساء: 10).
وشدد على الحذر من المساس بمال اليتيم أو تضييعه أو التقصير في حقه أو صرفه في غير ما خُصِص له بأي شكل من الأشكال.