استغلال الظروف العالمية لإشاعة الفوضى في الدولة المصرية
فرجاني: يتم تهييج الرأي العام وتوجيهه وتحريك الجماعات الإرهابية

أكد أستاذ الاقتصاد السياسي د.خيري فرجاني، أن وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام تُستخدم على أعلى مستوى لإشاعة الفوضى داخل الدولة .
وأضاف في كلمته خلال مؤتمر «دعم الدولة المصرية في مواجهة قوى الشر والظلام» الذي نظمته «مؤسسة رسالة السلام للأبحاث والتنوير»، أن هناك قوى خارجية تستغل الظروف العالمية سواء اقتصادية أو صراعات سياسية دولية لنشر حالة من عدم الطمأنينة، وذلك حتى يفقد الأفراد الإحساس بالأمان والسلام داخل مجتمعاتهم ودولهم.
إشاعة الفوضى داخل الدولة
كما أشار إلى أن ذلك يفقد المواطنين الإيمان بقوة الدولة لضبط الأمور من خلال تهييج الرأي العام وتوجيهه وتحريك الجماعات الإرهابية وتصدير الإرهاب وزرع البؤر الإرهابية داخل الدول.
وأوضح أنه في هذه الحالة يفقد المواطن في هذه الحالة الثقة في الدولة والنظام القائم وتبدأ شرعية النظم في التآكل من خلال هذه الأعمال المشينة،لافتًا إلى أن الإشكالية أن هذه الجماعات الإرهابية لا يؤمنون بمبدأ الدولة الوطنية القومية، هم يؤمنون بمفهوم الدولة الأممية، بمعنى أنه من الممكن أي يحكمني أي حاكم من أي دولة طالما ينتمي إلى الدين أو الجنس الذي أنتمي إليه، مما يولد حالة من عدم الانتماء الوطني وعدم الإحساس بالوطن.
الانتماء العقائدي يدعم الانتماء الوطني
واستنكر د. فرجاني أن الانتماء للوطن لدى تلك الجماعات ضد الانتماء الديني، مؤكدًا على أن ليس هناك تعارض بين الانتماء الوطني والانتماء العقائدي، بل بالعكس أن الانتماء العقائدي يدعم الانتماء الوطني ويجعل الحفاظ على الوطن والدفاع عنه من أصل الدين، مشيرًا إلى أن هذه هي إشكالية الجماعات التي لا تؤمن بالوطن ولا بالانتماء الوطني ومفهوم الدولة القومية.
وأكد على أن الدولة المصرية تواجه حربًا ممنهجة وحربًا موجهة يتم دعمها من أنظمة ودول ومن أجهزة مخابرات لدول كبرى، وهي حرب على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعسكرية.
استراتيجية لإعادة الوعي
وذكر أنه لمواجهة هذه الحرب، نحن نحتاج إلى استراتيجية لإعادة الوعي يتم من خلالها تصحيح المفاهيم الدينية الخاطئة ويتم تصحيح المفاهيم الخاصة بالمواطنة والانتماء الوطني، نحتاج إلى استراتيجية تتضمن بنودًا للحفاظ على الهوية المصرية الوطنية، الهوية المصرية التي يتم تشويهها وتشويه تاريخ الدولة المصرية القديمة واتهامها بأنها حضارة كافرة وغيرها من الاتهامات.
وأوضح أن هذه الحضارة عظيمة وليس هناك حضارة مسلمة أو كافرة؛ فالحضارات تتكامل وتتواصل ولابد من التأكيد على مفاهيم المواطنة والانتماء الوطني وأن يكون هناك استراتيجية لتشغيل الفكر الديني وإعادة صياغة للمصطلحات بما يتفق ومقتضيات العصر وبما يتفق والقانون الدولي الحاكم وبما يتفق والمواثيق الدولية والإعلانات الخاصة بحقوق الإنسان ومواثيق الأمم المتحدة.
كما أكد على أننا نحتاج إلى تحسين المناخ السياسي والاجتماعي وتحسين المناخ الاقتصادي خاصة وأن الظروف الاقتصادية هي التي تفرخ الإرهاب، ووجود الظروف الاقتصادية الصعبة تؤدي إلى تآكل الانتماء الوطني والحب للوطن وتشكل مدخل للجماعات الإرهابية الظلامية لكي تشكك الشباب في انتمائهم الوطني وحبهم للوطن.
دعم الدولة المصرية في مواجهة قوى الشر
يشار إلى أن «مؤسسة رسالة السلام للأبحاث والتنوير» نظمت مؤتمر (دعم الدولة المصرية في مواجهة قوى الشر والظلام) أواخر سبتمبر الماضي، وذلك ضمن أنشطتها التوعوية والتثقيفية التي تسعى من خلالها لتصحيح المفاهيم ونشر الفكر الصحيح برسالة الإسلام، ومواجهة الأفكار الظلامية التي تتبناها التنظيمات الإرهابية.