استنباط أركان الإسلام من القرآن (3-5)

إعداد الأستاذ الفقيه:
نوح محمد عبد الله عيسى
2- الصيام:
الصيام الذي هو الإمساك عن الطعام والشراب، لا معنى له إذا لم يحقق العلة التي من أجلها فرض وأوجب، ألا وهي التقوى.
قال الله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).. (البقرة: 183).
فيا رب صائم ليس له من صيامه إلا أن يظل طاويًا وعطشانًا، ويروح صفر اليدين من الأجور، بسبب قلة تحصيل التقوى والكذب والزور والظلم والفساد في الأرض.
فلا بد من تحصيل علة الصوم، بحفظ الجوارح عن الحرام.
3- الزكاة:
والزكاة أيضًا، جزء مال مخصوص، يدفع لشخص مخصوص في وقت مخصوص، لكن إذا أعطاها الشخص كارهًا لإعطائها، فلا تقبل منه.
كما قال الله تعالى:
(قُلْ أَنفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ ۖ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ).. (التوبة: 53، 54).
فلا بد من إعطائها، طيبة بها نفس صاحبها، حامدًا لله على نعمه وآلائه وما أعطاه من مال، حتى أصبح يخرج منه حق الحق وحق الخلق.
4- الحج:
الحج فرض وركن، كما قال الله تعالى:
(وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ).. (آل عمران: 97).
لكن إذا كان بمال حرام فلا يقبله الله جل جلاله، فقد قال الله تعالى:
(إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)
فمن حج بمال حرام، ووضع رجله في الركاب أو حجز مقعده في الطائرة، وقال: «لبيك اللهم لبيك، لبيك اللهم لبيك، …………..».
قال له مناد الله تعالى: «لا لبيك ولا سعديك وحجك مردود عليك».
والله جل جلاله، طيب لا يقبل إلا طيبًا.
فالإسلام في حقيقته الأخلاق والمبادئ الواردة في القرآن الكريم، كما يقول المفكر النير «علي محمد الشرفاء الحمادي»، في كتاب (المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي).
المصدر:
بحث بعنوان «أركان الإسلام بين الاختزال والاستغفال.. قراءة في كتاب (المسلمون.. بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي) للمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي»، من إعداد الباحث الموريتاني الأستاذ الفقيه «نوح محمد عبد الله عيسى».