
- جذور الأحداث الكارثية - 28 نوفمبر، 2023
- مبادرة السيسي والدولة الفلسطينية - 26 نوفمبر، 2023
- السلام أساسه العدل - 25 نوفمبر، 2023
قال سبحانه وتعالى: «وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ» (العنكبوت: 46)..
إن الدين لله والوطن للجميع، وليست للمسلم أية ميزة على أخيه القبطي في الوطن شريكه في الأرض والتاريخ والتقاليد والإنسانية والمصير الواحد.
يقف المسلم جنبًا إلى جنب مع أخيه القبطي في جبهات المواجهة للدفاع عن الوطن وحماية مكتسباته، مقدِّمين أرواحهما فداءً لمصر، حيث تمتزج الدماء الزكية لا تفرق بين مسيحي ومسلم.
أمّا في الآخرة فالله الحكم العادل، حيث يضع الله سبحانه قاعدة الحساب يوم القيامة، حسب قوله سبحانه: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ»(الحج: 17)
الأقباط ضحية الروايات
ولكن للأسف حينما طغت الروايات على الآيات تبدّل المفهوم الإنساني والأخوية بين بني الإنسان ونُشرت روايات الفتنة والاستعلاء من المسلمين على بقية خلق الله، الأمر الذي يتعارض كليةً مع رسالة الإسلام والسُنة الفعلية لرسول الإسلام، الذي لم يفرق في تعامله الإنساني مع أي من الأديان المختلفة، بل اعتبرهم أعضاء فاعلين ومكملين لإخوانهم المسلمين في وثيقة المدينة التي جعلت كل أفراد المجتمع في المدينة عليهم واجبات متساوية في حماية مجتمعهم من أي اعتداء.
هكذا كان الرسول بوصفه رسول الله للناس جميعًا وليس لفئة معينة..
ولكن أعداء الاسلام حينما أرادوا تشويه الصورة السمحة ودعوة السلام للناس جميعًا حرّفوا أقوال رسول الله وزوروا عليه أحاديث لم يقُلها لأنها تتناقض مع سلوكياته التي تتطابق مع القيم الأخلاقية التي جاءت بها الآيات الكريمة.
ولذلك ما لم يعيد النظر أتباع المذاهب الإسلامية المختلفة في تصويب خطابهم الإسلامي ليكون مصدره الوحيد الخطاب الإلهي، القرآن الكريم، سيظل خطاب الكراهية سائدًا في المجتمع يهدد أمنه وسلامته، وستستمر الفتن تستهلك قدرات الوطن وتسبب الصراع بين أفراده
وعليه فقيادة الدولة مسئولة أمام الله بالقضاء على السموم التي تتلقفها العقول لتطلِق سهامها المسمومة على أبناء الشعب قتلًا وكراهيةً وإقصاءً، وتنهار الجبهة الداخلية ليتحقق لأعداء الوطن إسقاط الدولة بحيث تحمي المواطنين من الكتب الصفراء وتقصيها من المناهج الدراسية في الأزهر ومعاهده لتحافظ على أمن الوطن واستمرار استقراره.