الأمن أساس بناء المجتمعات
الإسلام أنزل أشد العقوبات للمفسدين.. وجعل نعمة الأمن في أعلى المراتب

الأمن .. نعمة من أكبر النعم التي من الله بها على كثير من المجتمعات، وجعل تقدم الشعوب واستقرار البلاد مرهون باستقرار أمنها.
وعندما وصف الله مكة المكرمة ومدح أهلها وصفها بنعمة الأمن فقال تعالى: «لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ» (4)
وقد برزت وسادت مكة المكرمة وقريش على وجه التحديد في التقدم واللغة والأدب والبلاغة والتجارة، على غيرها من المجتمعات بسبب نعمة الآمن التي منٌ الله بها على قريش ومجتمعها، بعكس الأمم المجاورة التي عاشت عصور التخلف بسبب غياب نعمة الأمن.
زعزعة الأمن يُضعف المجتمعات
يقول الدكتور عطية لاشين، الأستاذ بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر الشريف إن الإسلام رسالة سلام وحب وتواصل وتراحم بين الناس، وأن استقرار أمن البلاد والعباد هو أساس رسالة الإسلام.
وأضاف لاشين إن الله سبحانه وتعالى يقول في معرض التّساؤل عن أحقّ النّاس بالأمن والطمأنينة «الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ».
وكأن نعمة الأمن هي أعظم جزاء وأكبر منة وهدية من الله لهؤلاء الموحدين بدين الله، لأن نعمة الأمن هي الدعامة الأولى في بناء الأوطان وتقدمها وازدهارها.
وأضاف: لعظم نعمة الأمن كانت أول دعوة لأبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام لمكة المكرمة كما ذكر في القرآن: «رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا»، لأنه بدون أمن لا تقوم مجتمعات.
القرآن أكد أحقية الناس في الطمأنينة
وأوضح أن الإسلام نهى عن مجرد ترويع الآخرين وتخويفهم ولو على سبيل المزاح، حتى لو لم يترتب على هذا الترويع أذى جسديًا، واعتبر المتسبب في هذا الترويع مطرود من رحمة الله، فكيف بمن يفجرون ويقتلون ويسفكون الدماء.
وأكد أنَّ الإسلام قرَّر أشد العقوبات على المفسدين في الأرض الذين يزعزعون أمن المجتمعات ويزهقون الأرواح البريئة ويسفكون الدماء.
وأوضح أن ذلك ما جاء به القرآن الكريم صراحة: «إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ».