الإسرائيليات.. سلاح دعاة الفتنة
أئمة الضلال أضافوا لتفسير القرآن الأكاذيب والأباطيل عبر روايات مكذوبة

القرآن على صفائه ونقائه لم يسلم من عبث العابثين وأدخل البعض في تفسير الآيات كثيرًا من القصص الإسرائيلي.
هذا ما أكدَّه الدكتور محمد حسين الذهبي وزير الأوقاف الأسبق في كتابه «الإسرائيليات في التفسير والحديث».
وقال «الذهبي»: سُرِّب إلى القرآن مفاهيم سقيمة وشُرِحَ الكثير من نصوصه بما لا يتفق والغرض الذي نَزل من أجله وإذا بالسُنة قد تطرَّق إليها الدخيل والتبس الصحيح منها بالعليل.
اليهودي عبدالله بن سبأ أبرز أئمة الضلال
كان الدافع لهذا كله أغراض سيئة وأحقاد ملأت قلوب الحانقين على الإسلام والمسلمين وكان من أئمة الضلال ورؤوس الفساد والإفساد “عبدالله بن سبأ “اليهودي الذي تبطَّن الكُفر والتحف بالإسلام وتظاهر بالتشيُّع لآل البيت خداعًا منه واحتيالًا على بث سمومه وأفكاره الخبيثة بين المسلمين.
وتابع: كان من بين المسلمين فريق شارك في هذا العبث على إختلاف بينهم في دوافع ذلك وبواعثه وعن تنطُع وورع كاذب وضع “أبو عصمة نوح بن مريم ” أحاديث في فضائل السور لا أصل لها بالمرة.
موضحاً أنَّه عن جهالة وغباء إستباح بعض «الكرَّامية» وضع الأحاديث في الترغيب والترهيب، كما أنه تم عن غفلة وسذاجة أو لمجرد الشغف بالقصص وما فيه من أعاجيب تستهوي العامة أدخل بعض المُفسرين في تفسير القرآن الكريم كثيرًا من الإسرائيليات التي لا تُقبل عقلًا ولا تصح نقلًا.
ولفت إلى أنَّهم أسندوا ذلك كذبًا واختلاقاً إلى بعض الصحابة بل ربما رفعوه إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وذكر أنَّ الله قيَّض للمسلمين من بينهم صفوة من العلماء الأعلام نفوا هذا الزيف وكشفوا عن هذا العبث وحذَّروا المسلمين من أنْ يغتروا به أو يخدعوا فيه.
واستطرد: لكن وجدنا لونًا من ألوان هذا الزيف والعبث رغم شدة التحذير قد تسرَّب إلى التفسير والحديث بشكل واضح، ذلك اللون هو القصص الإسرائيلي الذي لا يصح الكثير منه.
الأعداء قصدوا تشويه جمال الإسلام
وقال: الذي دخل معظمه إليهما عن طريق أعداء الإسلام الذين قصدوا تشويه جماله والحط من كماله والذي تناقلته عنهم بسلامة نية وعدم روية بعض المُشتغلين بالتفسير والحديث.
وأضاف أنهم سودوا به الكثير من كتبهم فاغتر بها الناس وحسبوها -ما دامت تنسب إلى هذا النفر من علماء المسلمين- سليمة وبعيدة عن الزيف فصدقوها وآمنوا بها على ما فيها من أكاذيب وأباطيل.
وأكَّد أنَّ القرآن يتضمن قواعد عامة وأصول مجملة وآيات محكمة وأُخر متشابهات ولقد وكَّل الله لنبيه محمد (صلى الله عليه وسلم) بيان ذلك لأمته، حتى تكون على علم بكتاب ربها ودراية بما أرشد إليه من تشريعات وأحكام.
وأوضح أنَّه في هذا يوجه الحديث لنبيه فى قوله تعالى : «.. وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ» (النحل/ 44).