المرصد

المُتهم الأول في حادث مسجديّ نيوزيلندا

«السيسي»: أصاب ضمير الإنسانية .. «بن راشد»: أبشع جريمة كراهية دينية

جريمة بَشِعة في نيوزيلندا، كشَفَت عن المأساة التي يُعاني منها الدين الإسلامي والمسلمون في زماننا الحالي بشتَى بِقاع الأرض..

فبعض من أتباعه أو المُنتمون زورًا له، يُطلِقون خِطاب كراهية وعُنف يقابله خِطاب آخر أكثر حِدة من غَير المسلمين فيما يُعرف عالميًا بظاهرة «الإسلاموفوبيا»..

فتكون نتيجته الحَتمية سَفْك دماء المُسالمين والأبرياء من المسلمين على يد مُتطرِف ينتمي لديانة أُخرى، كما حَدَث، أمس الجمعة، من إعتداء على المُصَلين في مسجدين بنيوزيلندا أسفَر عن استشهاد 49 شخصًا وإصابة العشرات.

وهذا بالطبع، بخِلاف المُتأسلمين الذين يقتلون المسلمين زاعِمين أنَّهم يُجاهِدون بذلك في سَبيل الله، مثلما تفعل الجماعات الإرهابية كداعش والنُصرة والإخوان.

ويَزيد على ذلك، تلك الأكاذيب التي يُصر البعض على نِسْبتها للرسول الكريم، ومنْحها قَداسَة تَحول دون نَقْدِها، ويستَغِلونها في تَحْقيق مصالِح دنيوية ومكاسِب شَخصية وأغراض سياسية.

 

حادث نيوزيلندا أصاب ضمير الإنسانية

ولأنَّ العالم كله يَعلَم أنَّ الإسلام الحقيقي دين سلام ومحبة وعدالة، فقد توالت رُدود الفِعل الغاضِبة والمُستنكِرة لحادثة المَسْجدَين في نيوزيلندا، وأكدَّ رؤساء العديد من الدُول والحكومات أنَّ الحادث «عَمَل إرهابي وجريمة كراهية.. أضرَّ بالإنسانية جَمعاء».

فمِنْ جانبه، أدانَ الرئيس (عبدالفتاح السيسي)، الهُجوم الإرهابي الآثِم، الذي استهدَف بوحشيّة مُصلين آمنين في بُيوت الله، مُشيرًا إلى أنَّه حادِث يهُز ضمير الإنسانية بأسرِها.

وأوضح أنَّه يضعها أمام مسئولياتها الأساسية المُتمثِلة في ضرورة تضافُر جميع الجُهود الدولية منْ أجْل مُواجهة الإرهاب والعُنف والتطرُف الفِكري.

وطالبَ ببذْل الجُهد الصادِق من أجْل تعزيز وترسيخ قِيَم التعايُش السّلمي والتسامُح وقَبول الآخر.

كما أدان الشيخ (محمد بن راشد آل مكتوم)، نائب رئيس دولة الإمارات العربية، ورئيس مجلس الوزراء حاكِم (دُبي)، الحادث.. داعيًا العالَم لوَقْفة مُراجعة لتَرسيخ التسامُح بين الأديان.

وقال، في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”: «في يوم سلام كيوم الجمعة وفِي مكان عِبادة كالمسجِد شهِدنا أبْشَع جريمة كراهية دينية راحَ ضحيتها ٤٩ من المُصلين، تعازينا لنيوزيلندا ولأهالي الضحايا ولكافة المسلمين وباسمي وباسم بلدي التي خصَصت عاماً كاملاً للتسامُح نُدين ونُعرب عن عَميق حُزننا وندعوا العالَم لوقْفَة مُراجعة لترسيخ التسامُح بين الأديان”.

أما رئيس دولة فلسطين، (محمود عباس أبو مازن )، فقد وصَفَه بأنَّه عَمَل إجرامي ومُروع وبَشِع وطالَبَ العالَم بعدَم التساهُل مع الجماعات العُنصرية التي تُحرِّض على العُنف والكراهية.

وذكَرَ مُستشار الأمن القومي الأمريكي (جون بولتن)، أنَّه عَمَل إرهابي وجريمة كراهية؛ ما أتفق مع وَصْف الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين)، بأنَّه عَمَل «مُقزز ووَحشيّ وصادِم».

ضرورة مواجهة الإسلاموفوبيا والتعصُب

وطالَب الأمين العام للأُمم المتحدة، (أنطونيو غوتيريش)، بالتضامُن مع المسلمين، مُشددًا على ضرورة مُواجهة ظاهرة (الإسلاموفوبيا) والتعصُب والتطرُف العنيف بجميع أشكاله.

ومن جانبه، أكدَّ مرصَد الأزهر لمُكافحة التطرُف، في تقريرٍ له، أنَّ المسلمين يقَعون ضحايا لخِطاب الكراهية ضدَ الإسلام وظاهِرة «الإسلاموفوبيا» المَقيتة.

وحذَر من النَظرة الإزدواجية والكَيل بمِكيالين في التعامُل مع مِثل هذه الأعمال الإرهابية، حيثُ تُكال الإتهامات للإسلام والمسلمين بمُجرد أنْ يكون هناك شَك أو إحتمال بأنَّ مُنفِذ الهجوم مُسلم قد خَرَج عن تعاليم هذا الدين السَمْح.

وذكَرَ أنَّه على النَقيض يُلاحَظ صَمْت غير مُبرَّر عندما يتبين للجميع أنَّ مُنفِذ الهُجوم ينتمي إلى دِين آخر غَير الإسلام، أو يُوصَف الحادِث بأنَّه «إطلاق نار» وليس إرهاب.

وحَمَّلَ وسائِل الإعلام الغربية مسئولية كبيرة عن مِثْل هذا الحادِث، نظرًا لما تبُثُه من خِطاب كراهية نحو المسلمين، وتُمهِد لوقوع جرائم إرهابية.

وشدَّد على أن الإسلام حرَّم الاعتداء على النَفْس البَشرية بغَض النَظر عن دينها أو فكرها أو لغتها.

وأوضح أنَّ الإسلام تعرَض لظُلم كبير طِيلة الأعوام الماضية بسبب أنَّ بعض المُنتَمين إليه خالفوا تعاليمه.

وأكدَّ أنَّه قد آنَ الأوان لدول العالُم أجمَع أنْ تضَع حُدودًا رادِعة لأي خِطاب كراهية يَحُض على أيّ عنُف أو مِساس بالآخر.

وحذَرَ من استغلال الجماعات الإرهابية لمِثل هذه الأحداث الإرهابية لبِدء مرحلة جديدة من العُنف لتُبِرر بها وحشيتها، بعدما انفَضَح تبريرها من خِلال استخدامها الخاطئ للنُصوص الدينية واجتِزائها من سِياقاتها.

وأشار إلى ما تضَمَنته وثيقة الأُخوَّة الإنسانية، التي تمَ الإعلان عنها مُؤخرًا بين الأزهر والفاتيكان وعدَد من الجِهات والدول برعاية إماراتية،  من ضرورة «التحلِّي بالأخلاقِ والتَّمسُّكِ بالتعاليمِ الدِّينيَّةِ القَوِيمةِ لمُواجَهةِ النَّزعاتِ الفرديَّةِ والأنانيةِ والصِّدامِيةِ، والتَّطرُفِ والتعصُبِ الأعمى بكُلِّ أشكالِه وصُورِه»، لتجنُب مظاهر العُنف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى