- الإسلام.. والكرامة الإنسانية (2-2) - 1 أبريل، 2019
- الإسلام.. والكرامة الإنسانية (1-2) - 16 مارس، 2019
كيف ينظر الإسلام إلى كرامة الإنسان؟
هل يكفُلها له كحق.. ويُحافظ له عليها كلازِمة من لوازم الحياة الإنسانية السويّة؟
أعتقد أن هذه النِقاط ستكون مُهمة عند عَرْض الجواب…
الإسلام جَعَل الإنسان أشرَف مخلوق على ظَهْر الأرض، قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) (الإسراء :70).
فالآية لفتت الإنتباه إلى ما يكفُل تمتُع الإنسان بالكرامة (تسخير البَرِ والبَحر) كدليل على تسخير الكَون للإنسان وعَدَم إخضاعه لأى مخلوق آخر.
توفير الرزق بين جَنبَات الأرض يحفَظ للإنسان كرامته ويُبعده عن دائرة العَوَز والحاجة إلى الرزق، والتى تؤدى إلى فِقدان الكرامة عند تَرْك الإنسان جائعًا محتاجًا إلى من هُم يملِكون طعامه.
التفضيل على الكثير من المخلوقات.. يؤسِس لكرامة البشرية بعدَم إخضاع الإنسان لسيطرة غيره ومنحِه الكثير من المُميزات التى تجعله الأفضَل والأقدَر على الإمساك بِزمام الحياة على سطْح الأرض
آية أخرى، تقول: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة :29).
هذه الآية تجعل تَسخير الكَون للإنسان – البشَرية – مِنّة من الله تعالى، ودليل على التكريم الإلهى، له لأنَّه أصبح هو الذى يَملِك حقَ الإستفادة والسيطرة على ماخَلَقه الله له.
ولو كان الإنسان لا يَملِك هذه المَقدِرة لتعرَضت كرامته للسَحْق، إذ يوجد من المخلوقات ما يَفوقه قوةً وحَجمًا عشرات بل آلاف المَرات على ظَهْر الأرض.
قواعد شَرعية سُلوكية لضمان كرامة الإنسان
ما سبَقَ من دلائل التكريم الإلهى للإنسان.. أدلّة ماديّة.. هناك أيضًا قواعِد سُلوكية كفَلتها الشريعة الإسلامية للحِفاظ على كرامة الإنسان.. وتوفير المُناخ الإجتماعى لِنُموها وازدهارها…
من ذلك ما يلى:
- حق الإنسان فى إختيار عَقيدته:
قال تعالى: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَاۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (البقرة : 256).
وكمْ من المجَازِر أغرَقت الأرض، لأنَّ هناك فلسَفات سيطرت على الأرض بقوة السِلاح، ورفَضت منْح الإنسان هذا الحَق..
وأقرب المجازِر ما جرَى فى وَسَط أوروبا، وعلى أرضها من مذابِح لمُسلمي( البُوسنة والهرسَك ) على يد الصِرب الأرثوذكس!! - حق الإنسان فى جَو أُسرى مُترابِط نَظيف:
وهذا يحفظ كرامة الإنسان جَنِينًا ثُمَّ وليدًا ثُمَّ طِفلًا فشابًا وصولًا إلى فَرْد نافِع فى المجتمع..
والمُتأمِل فى نفْسيات أطفال الأُسر المُفككة أو (الشوارع المُكتَظة)، يُدرك أنَّ كرامة الطفل تَنشأ من أبٍ يرعى حَق الله فى أُسرته، وزَوجة تَعرِف حدود مسئوليتها نحو الزَوج والأبناء.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) (التحريم : 6).
المصدر:
الموقع الرسمي للكاتبة سلوى عبد المعبود قدوة