المرصد

الإسلام وحق الإنسان في الحياة

اتخاذ قرار القصاص أو العقاب مسئولية المحاكم المتخصصة

عندما خلق الله الإنسان جعل له حقوق بغض النظر عن جنسيته أو عقيدته، ومن أهمها حقه في الحياة..

حق الإنسان في الحياة قدمه الله سبحانه وتعالى على كافة الحقوق، وجعل عقاب من يتعدّى على هذا الحق بقصد من أشد العقوبات.
وتناولت العديد من الكتب من بينها «حقوق الإنسان بين الغرب والإسلام» تلك القضية، وورد فيه أن «من أول وأهم الحقوق الأساسية، الحق في الحياة واحترام الحياة الإنسانية”. وينص القرآن الكريم على ذلك في الآية الكريمة:
«مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ‌ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْ‌ضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا» (المائدة :32)

لذلك فإنه من واجب كل شخص أن يتفادى الوقوع في جريمة قتل النفس تحت أي ظرف من الظروف. وفي حالة ارتكاب أي شخص لجريمة القتل فهو كمن قام بقتل كل الجنس البشرى».

القصاص مسئولية المحاكم المتخصصة

وقد تم تكرار هذا المعنى في القران الكريم في آية أخرى بقوله تعالي: «..وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ..» (الأنعام : 151).
وفي هذه الآية أيضًا تم التمييز بين القتل وبين القصاص كجزاء عادل على ارتكاب جريمة. ولا يجوز لأي جهة إصدار هذا الحكم إلا لمحكمة متخصصة وعادلة، وهي وحدها التي تقرر الحكم بإعدام شخص ما، إذا أُدين بإنهاء حياة شخص آخر أو بسبب تكديره لأمن الآخرين.
وفي إطار تفسير قتل النفس كقصاص بسبب ارتكاب الشخص لجريمة قتل نفس أخرى أو كعقاب بسبب نشر الفساد في الأرض، فأن، «إتخاذ هذا القرار بالقصاص أو العقاب هو مسئولية حصرية لمحكمة قانونية متخصصة وعادلة».

حق الإنسان في الحياة بين الإسلام والدساتير الوضعية

وفي كل هذه الآيات القرآنية، تم استخدام كلمة “نفس” بدون تحديد ما إذا كانت هذه “النفس” تنتمي لعرق أو قومية أو جنسية أو دين معين.

لذلك فإن هذه القاعدة تنطبق على كل “نفس” وهذه النصوص تحرّم قتلها.

وفي مقابل ذلك، نجد أن كل النصوص ـ إذا كان هناك ثمة نصوص – المذكورة في الدساتير الخاصة بالذين يدّعون أنهم حريصون على حقوق الإنسان، فسوف تجد أن هذا الحق يقتصر على مواطنيهم فقط، أو أنها تقتصر على “العرق الأبيض” فقط.

ويذكر الكتاب، أمثلة لانتهاك حق الإنسان في الحياة بقوله: «يمكننا أن نلاحظ ذلك بوضوح عندما نعرف حقيقة ما حدث من اصطياد سكان البلاد الأصليين في استراليا كأنهم حيوانات، بهدف تمكين الجنس الأبيض من الاستيلاء على أراضي تلك البلاد».
«وعلى نفس المنوال, تم تدمير سكان أمريكا الأصليين بطريقة ممنهجة، كما تم حصار الهنود الحمر اللذين نجوا بمحض الصدفة من التطهير العرقي في مناطق محددة سميت “محميات”.
ومن ناحية أخرى، دأبت عصابات البيض على مداهمة القارة الإفريقية والقيام باصطياد البشر كما لو كانوا حيوانات مفترسة».

وبالتالي فإن كل تلك الوقائع تثبت أن الحضارة الغربية لا تمتلك أي احترام لحياة البشر، وإذا وجد مثل ذلك الاحترام فهو لمن ينتمي إلى نفس جنسيتهم أو لونهم أو عرقهم فقط.
وعلى العكس من ذلك، فإن الإسلام يُقرّ هذا الحق لكل البشر. فحتى لو كان الإنسان ينتمي لقبيلة بدائية أو حتى متوحشة، فإن الإسلام ينظر له كإنسان كامل له كل الحقوق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى