أكذوبة الإعجاز في تعدّد الزوجات!
لا زلنا نخلط العلم المتغير النسبي بالدين الثابت المطلق، فننتهك ونهين الاثنين
- التفكير النقدي - 24 نوفمبر، 2023
- المواطنة وحرب أكتوبر - 3 أكتوبر، 2023
- سدس الأمراء وحياة كريمة - 19 سبتمبر، 2023
لم أصدق عينيّ عندما قرأت هذا العنوان على بوابة الأهرام «الإعجاز العلمي في تعدد الزوجات وفترة العدة»
فلا زلنا نخلط العلم المتغير النسبي بالدين الثابت المطلق، فننتهك ونهين الاثنين، لا زلنا نعشق الغيبوبة والوهم، ولا زلنا نردد كلامًا لا يصمد لأي مناقشة علمية، وغير مكتوب في أي مرجع علمي محترم وغير مدون في أي مجلة علمية مُحكمة.
يدعي الخبر أن الفيلسوف الإنجليزي الملحد برتراند راسل مدح نظام تعدد الزوجات الإسلامي، والسؤال لماذا لم يعتنق راسل الإسلام ويخرّ ساجدًا ما دام قد عرف تلك المعلومة؟!
ويقتبسون أقوالًا تندرج تحت باب الضلالات اللا علمية، مثل: قال الدكتور جمال الدين إبراهيم، أستاذ علم التسمم بجامعة كاليفورنيا إن دراسة بحثية للجهاز المناعي للمرأة كشفت عن وجود خلايا مناعية متخصصة لها «ذاكرة وراثية» تتعرف الأجسام التي تدخل جسم المرأة، وتحافظ على صفاتها الوراثية، لافتًا إلى أن تلك الخلايا تعيش لمدة 120 يومًا في الجهاز التناسلي للمرأة.
وأضاف الدكتور «جمال الدين» أن الدراسة أكدت كذلك أنه إذا تغيرت أي أجسام دخيلة على المرأة، مثل «السائل المنوي» قبل هذه المدة يحدث خلل في جهازها المناعي، ويتسبب في تعرضها للأورام السرطانية.
وبداية هذا الأستاذ الأمريكاني المصري عالم التسمم كانت حين قال من قبل في برنامج كان يقدمه ابن الشيخ الشعراوي إن اللحية تزيد من القدرة الجنسية!
أما قصة الخلايا السبشيال للمرأة المناعية، فهذا وهم كبير، وحكاية أنها متربصة بالجسم الغريب الذي يدخل إليها من الرجل، وتظل رابضة في الجهاز التناسلي ١٢٠ يومًا… إلخ، فهذا كلام لا يمت للعلم الحقيقي بصلة.
ثانيًا: يقول خبر الأهرام إن العلماء، وبالطبع لا نعرف علماء مين وفين وإمتى؟ مش مهم، المهم أنهم علماء يحققون مرادهم ويروّجون تجارتهم ويحقنون ترامادول السماسرة في عقولنا المغيبة، يقول هؤلاء الأشباح: الدراسة أثبتت أيضًا أن تلك الخلايا المتخصصة تحتفظ بالمادة الوراثية للجسم الدخيل الأول لمدة «120 يومًا»، وبالتالي إذا حدثت علاقة زواج قبل هذه الفترة، ونتج عنها حدوث حمل، فإن الجنين يحمل جزءًا من الصفات الوراثية للجسم الدخيل الأول، والجسم الدخيل الثاني!
يا سادة ما تعلمناه هو أن الذي يلقّح البويضة في الجِماع حيوان منوي، صاحبه هو الذي مارس معها الجنس في تلك اللحظة، وبعدها تصبح البويضة الملقحة غير قابلة للاختراق من حيوان منوي آخر، وبالتالي لا وجود لصفات وراثية من الزوجين، وإذا لم تحمل، وأتى الحيض بعد ٢٨ يومًا، سيكنس كل جدار الرحم إلى الخارج وعندما تلتقي جنسيًّا بزوج آخر، فلن يحدث هذا الاختلاط الوراثي الوهمي الخيالي.
أما عن الإعجاز العلمي في تعدد زوجات الرجل، فيقول العلماء -اللي برضه مش عارفين أساميهم- «وبالنسبة لمشروعية التعدد للرجل، ومنعه في حق المرأة، هناك أمور لا تخفى على كل ذي عقل، فالله سبحانه جعل المرأة هي الوعاء، والرجل ليس كذلك، فلو حملت المرأة بجنين (وقد وطئها عدة رجال في وقت واحد) ما عرف أباه، واختلطت أنساب الناس؛ ولتهدمت البيوت، وتشرّد الأطفال، ولأصبحت المرأة مُثقلة بالذرية، الذين لا تستطيع القيام بتربيتهم والنفقة عليهم؛ ولربما اضطرت النساء إلى تعقيم أنفسهن، وهذا يؤدي إلى انقراض الجنس البشري»، نهمس في آذان هؤلاء العلماء إن هناك اختبارًا بسيطًا للمادة الوراثية اللي اسمها الدي إن إيه يعرف النسب بنسبة ١٠٠٪ في دقائق، ودون انقراض لأي جنس بشري!، وكذلك بعد السونار واختبارات الحمل لا نحتاج الانتظار كل تلك المدة لتحديد الحمل.
ويقول الخبر من جهة أخرى إن الإحصاءات تدل على أن عدد الرجال أقل من عدد النساء، والرجال دائمًا عرضة للإصابات في أحداث الحياة التي يتعرضون لها في مجالات أعمالهم، بالإضافة للحروب، فكان من مصلحة المجتمع البشري أن يشرع التعدد للرجل، تكبييير!
إليك عزيزي القارئ تلك الأرقام التي تكذّب هذا الادعاء الكاذب، ولنبدأ بمهد الإسلام، السعودية، التي عدد سكانها في 2017 بلغ 32٫552٫336 نسمة، ونسبة الذكور إلى الإناث هي: الذكور 57٫44%، والإناث 42٫56%، أي إنه طبقًا لفلسفة الإعجازيين العجزة أن يحدث العكس هناك حل للمشكلة.
أما في مصر، مهد زغلول النجار، زعيم الإعجازيين المسلمين في العالم، فقد أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ٢٠١٧ أن عدد السكان التقديري في مصر في الداخل 91 مليون نسمة، منهم 46 مليونًا، و414 ألف نسمة للذكور بنسبة 51%، 44 مليونًا و609 آلاف نسمة للإناث بنسبة 49%، أي لا بد أن تتزوج المرأة، حل للمشكلة، وطبقًا لإعجازاتهم برجل ونصف!، إنه الكذب الفاجر والتدليس الفاضح الذي للأسف ينطلي على أغلب المسلمين، ويجعلهم يجترون الوهم والخرافة حتى الآن.
المصدر:
الموقع الرسمي للدكتور خالد منتصر