«الإفتاء»: مقاومة الفساد فريضة على كل مسلم
الإسلام يحث المسلم على مقاومة المفسدين ومساندة حفظ الأمن فى وطنه

الفساد آفة أخلاقية قبل أن تكون خطيئة شرعية، وهو من الأمراض التي تهدد وجود المجتمعات الإنسانية، وهو من الكبائر التي نهى الله سبحانه وتعالى عنها في كتابه العزيز.
وقد حذر الله المفسدين في الأرض من سوء العاقبة وبشرهم بالخسران المبين، فقال تعالى: «تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِى الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا…» القصص (83)
ويكشف الخطاب الإلهي أن الإسلام دين الصلاح والإصلاح والعلم والعمل من أجل إعمار الدنيا بما ينفع الناس، وذلك على النقيض تماماً من الخطاب الديني الذي يحض على الكراهية والفساد في الأرض.
ومهما تعددت أنواع الفساد إلا أن نتيجته واحدة وهي تدمير الدول والمجتمعات، وإصابتها بالأمراض الاجتماعية والاقتصادية وضرب الأمن والاستقرار.
الفساد آفة أخلاقية وخطيئة شرعية
إن المتأمل في الخطاب الإلهي يكتشف حرص القرآن الكريم على حث الناس جميعاً على الإصلاح في الأرض وإعمارها بما يخدم البشرية، حيث يقول الله سبحانه وتعالى: «…وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ المُفْسِدِينَ» الأعراف (142)
وقد تعدَّدت آيات القرآن الكريم التي تحدثت عن أضرار الفساد وخطورته حيث يقول الله تعالى: «ظَهَرَ الْفَسَادُ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِى عَمِلُوا» الروم (41).
كما يقول الله سبحانه وتعالى: «وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِى الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ» البقرة (205).
ثم يحذرنا القرآن الكريم من اتباع الفساد والمفسدين في الأرض فيقول جل في علاه: «…وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِى الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ» القصص (77).
كما صور لنا القرآن الكريم صورة رمز من رموز الفساد في الأرض وهو فرعون فقال تعالى في شأنه: «وَفِرْعَوْنَ ذِى الْأَوْتَادِ الَّذِينَ طَغَوْا فِى الْبِلَادِ، فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ، فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ» الفجر (10: 13)
دار الإفتاء: الشريعة الإسلامية جاءت لعمارة الأرض
وحول هذه القضية أصدرت دار الإفتاء المصرية بياناً أكدت فيه على أنَّ الشريعة الإسلامية جاءت لعمارة الدنيا وتحقيق الحياة الفاضلة الطيبة؛ ولذلك حرمت جميع صور الفساد الفكري والأخلاقي والمالي والوظيفي والإداري، واعتبرتها من كبائر الذنوب.
وأضاف البيان: إنَّ الإسلام جعل مقاومة الفساد وعدم الاستجابة للمفسدين فرضًا على كل مسلم، حيث يقول الله سبحانه وتعالى: «وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا…» الأعراف (56)
كما أنَّ من أعظم صور الفساد ما تقوم به التيارات المتطرفة من تحريف مفاهيم الشريعة، والدعوة للفرقة وسفك الدماء ونشر الكراهية.
وأشارت دار الإفتاء المصرية إلى أنه من صور الفساد؛ الاستيلاء على الأموال العامة والرشوة وتعطيل سير العمل، ونشر الشائعات ومخالفة القيم والأخلاق، وأن الإسلام أوجب على كل مسلم القيام بدوره ومساندة أجهزة وطنه في مجال مكافحة الفساد وردع المفسدين وحفظ أمن الوطن.