
على مدار سنوات طويلة، كان لوظيفة « الإمام الجامع » دور هام في توحيد المسلمين. حيث كان يتم إغلاق جميع المساجد يوم الجمعة إلا في مسجد واحد يُصلي فيه المسلمون جميعًا.
ظلت هذه السنة قائمة حتى بداية ظهور الجماعات المتطرفة في بداية القرن الماضي، حيث أنشأت لنفسها مساجد لتنفرد بالمصلين وتبث فيما بينهم الأخطاء والروايات المكذوبة على الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد نجحت هذه الجماعات في العبث بعقول أتباعهم من خلال الخطاب الديني المشوه المتضمن أقوالاً مكذوبة على الرسول صلي الله عليه وسلم، والتي تتناقض تماماً مع نصوص القرآن الكريم.
الإمام الجامع وحد الأمة الإسلامية لقرون عديدة
وخصصت كل جماعة من هذه الجماعات المتطرفة مساجد عرفت باسمها، فأصبحت هناك مساجد تعرف باسم مساجد جماعة الإخوان، ومساجد السلفيين، ومساجد الجماعة الإسلامية، ومساجد التكفير والهجرة، وغيرها من المسميات الباطلة.
ومن المؤسف أن هذه المساجد كانت عبارة عن مفرخة لأجيال من المتأسلمين، وصار لكل فرقة في هذه المساجد أتباعاً ومريدين لا يؤمنون إلا بفقة الجماعة وولاية الفقيه ولا يستفتون إلا شيخهم، ووصل بهم الأمر إلى تكفير المجتمع بأثره.
وفي محاولة للقضاء على هذه الجريمة التي تتم تحت ستار الدين، قررت وزارة الأوقاف المصرية مؤخراً استعادة وإحياء فكرة «الإمام الجامع» فقامت بإجراء مسابقة عامة على مستوى الجمهورية، لإختيار الأئمة المميزين وتعيينهم في وظيفة الإمام الجامع، وذلك لمنع اختراق المساجد من فلول الجماعات الإرهابية.
«كيلاني»: الإمام الجامع والإمام المجدد لتصويب الخطاب الديني
يقول الشيخ محمد عيد كيلاني، مدير عام المساجد الحكومية بالأوقاف، إن الوزارة قامت بالعديد من الإجراءات التصحيحية لتصويب الخطاب الديني، ومنع اختراق المساجد من قبل الجماعات والعناصر المتطرفة، مشدداً على أن وزارة الأوقاف نجحت في تطهير جميع مساجد الجمهورية من العناصر المتشددة التي كانت تبث السموم والأفكار المغلوطة في المواطنين يومياً.
وأضاف «كيلاني» في تصريح خاص لـ«التنوير» أن من بين البرامج التي وضعتها وزارة الأوقاف برنامج الإمام الجامع، وهناك مشروع أخر يعرف بـ«الإمام المجدد» مؤكداً أن فكرة الإمام الجامع لا تتعارض مع صحيح الدين الإسلامي كما تروج بعض الجماعات الإرهابية، بل إنها تهدف إلى توحيد صف وفكر الأمة الإسلامية ومنع اختراقها من قبل العناصر المتطرفة .
وأكد الشيخ محمد عيد كيلاني، أن مهمة الإمام الجامع والإمام المجدد هي تجديد فكر الأمة، ومحاربة الأفكار المتشددة والهدامة، والقضاء على ظاهرة الفتاوى العشوائية التي تتعارض مع الخطاب الإلهي.