الانتحاري القاتل في شريعة تجار الدم!
عالم أزهري: الإرهابي الذي يفجر نفسه في صفوف الأعداء ليس شهيداً

كتب: حماد الرمحي
« الجهادي الذي يفجر نفسه في الأعداء شهيد عند الله».. فتوى كاذبة أطلقها الإرهابي السوري أحمد عبد الكريم أحد قادة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، وهي الفتوى التي تستند إليها الجماعات الإرهابية في تنفيذ العمليات الجهادية ضد ضباط الجيش والشرطة، والكنائس القبطية في مصر.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل يعتبر الإنتحاري الذي يفجر نفسه في المواطنيين الأبرياء وقوات الجيش والشرطة، شهيداً عن الله؟
وهل الانتحاري الذي يفجر نفسه في بلاد غير المسلمين يعد شهيداً عند الله أم أنه قاتل وإرهابي؟
«التنوير» طرحت هذه الأسئلة على على علماء الدين لمعرفة رأي الدين في الانتحاري الذي يفجر نفسه في صفوف معارضيه.
◄ الدكتور عطية لاشين: «قاتل ومنتحر وخالد في النار»
يقول الدكتور عطية لاشين الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف إن الانتحاري الذي يقوم بتفجير نفسه في صفوف الأعداء منتحر بإجماع العلماء، وليس شهيداً، لأنه مجرم وقاتل لنفسه وقاتل للآخرين، وما يقوم به أي انتحاري ليس جهاداً في سبيل الله كما يعتقدون، وهو أمر نهى الله سبحانة وتعالى عنه حيث قال: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا (31)» سورة النساء.
وأكد لاشين في تصريحات خاصة لـ«التنوير» أن الجهاد لا يجوز إلا إذا شرع من قبل ولي الأمر، وليس الأفراد الذين تحكمهم الأهواء الشخصية، والأغراض الدنيوية مثل الوصول إلى السلطة، وتحقيق بعض المكاسب السياسية، أو إجبار الدولة على الإستجابة لمطالب إيدولوجية.
وأكد أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف أن الانتحاري الذي يفجر نفسه في الجنود أو في المواطنيين الأبرياء أو حتى في كنيسة أو معبد يهودي ما هو إلا قاتل ومنتحر وبعيد كل البعد عن الشهادة، ويأتي يوم القيامة محشوراً مع المنتحرين الكافرين في نار جهنم كما جاء في كتاب الله عز وجل « وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا» (الآية 88 سورة آل عمران).
وقد نهانا الله عن قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق فقال عز وجل: «وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا».