الخطاب الإلهى

الاعتدال يحقق أمن الأمة

الخطاب الإلهي جعل الاستقامة أساسًا لصلاح المسلمين

الإسلام دين الاعتدال والتوازن والاستقامة، لا إفراط فيه ولا تفريط، ولا غلو فيه ولا جفاء، وأنزله الله سبحانه وتعالى للناس كافة في مشارق الأرض ومغاربها.

الاعتدال يكون عن طريق العمل بطاعة الله والبعد عن معصيته ظاهرًا وباطنًا، دون ميل لا إلى إفراط ولا إلى تفريط أو تقصير أو مغالاة.

قال الله تعالى: «فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» (هود: 112).

الاعتدال يُصلح حال الأمة

الاعتدال والاستقامة تصلح حال الأمة وتزيد من إقبالهم على الخير وتطئمن نفوسهم وتحقق أمنهم وتزيل الخوف والحزن من قلوبهم.

قال سبحانه: «إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ» (فصلت/ 30:32).

دين الاعتدال هو الصراط المستقيم، الطّريق الواضح الذي لا اعوجاج ولا انحراف فيه، لا يضلّ فيه سالكه ولا يتردّد ولا يتحيَّر.

قال تعالى مرشدًا عباده إلى طلب الهداية منه: «اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ» (الفاتحة: 6 -7).

الاستقامة مطلوبة في جميع جوانب الحياة

الاعتدال لا يكون في أمر بعينه من أمور الدنيا أو في مجالٍ دون آخر، بل يشمل جوانب الحياة كافة، حتى تستقيم حياة البشر، والابتعاد عنه يؤدي بالأمة إلى الهلاك.

ذلك شمل العبادة أيضًا بألا يُحمّل المسلم نفسه ما يطيق من الأعمال وعليه أن يؤتي كل شيء حقه.

المسلم مأمور بأنْ يشهد بالحق، وأن يعدل بين الناس ولو كانوا أعداءً له، لأن ذلك من علامات المتقين.

قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ» (المائدة: 8).

الخروج عن حد الاعتدال، يُدخلنا في مرحلة الإفراط، ما يعني التشدد والتعصب وتدل على انعدام الفكر، وهو بعيدًا عن روح الإسلام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى