أخطاء شائعة

«البيعة».. أداة المتطرفين لقتل المسلمين

أستاذ بجامعة الأزهر: تُنافي الإسلام والإنسانية وتُعطّل العقل

البيعة والولاء المقدس لأمير الجماعة والسمع والطاعة لولي الأمر والإمارة.. مصطلحات اخترعتها الجماعات المتطرفة، لفرض سطوتها على أعضائها وجذب العديد منهم، خاصة من الشباب الباحث عن دور مجتمعي لا يستطيع توفيره لأسباب عدة.

وتأتي «البيعة» داخل تلك التنظيمات، في مقدمة المصطلحات التي تحرص الجماعات المتطرفة على تحفيظها لأتباعها والمنضمين الججد إليها، بل إنها تكون من شروط السماح للفرد بالانضمام إليهم، فهم يطلبون منه أن يبايع الأمير (كما يلقبون قائدهم وزعيمهم) ويكفر بما دون تلك الجماعة من الحكومات والأنظمة السياسية القائمة، والتسليم بما يرددونه على أذنه من أفكار شاذة وضالة يعتبرونها دستورًا لهم، ومن يخالفها صار سفك دمه حلالًا لهم، ويقنعون الأعضاء بأنَّهم يحاربون الكفار وينالون الجنة والشهادة حالة مقتلهم في مواجهة هؤلاء.

وتعقيبًا على هذه القضية، يقول د. أحمد محمد عيد، عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين في جامعة الأزهر، إنَّ الإسلام يُقر أنَّه لا طاعة عمياء إلَّا لله سبحانه وتعالى، وما أنزله من الوحي على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وبذلك لا يوجد لدينا في الدين، قداسة لأي بشر، فالجميع يخطيء ويصيب.

وأضاف لـ «التنوير»: طالما أنَّ الصفة البشرية هي الغالبة على الناس، فيلزم منهم الوقوع في الأخطاء والنسيان وغيره، وإذا كان هذا الأمر موجود فلا يستلزم منه الطاعة المطلقة لأنه بشر، حتى لو كان في أعلى المقامات العلمية وهي قاعدة المفترض أنْ نسير وفقًا لها، ومن يزعم خلاف ذلك فهو مخطئ وليس على صواب، لأنَّ هذا مُنافٍ للشريعة الإسلامية.

وتابع: أما الآية التي يستندون إليها، وهي قول الله سبحانه وتعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا”، ولَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا»، فهي كما يتضح من سياقها، إنما كانت حديث خاص من الله سبحانه وتعالى للنبي محمد في أحداث معينة، وليست على مطلق العموم وبالتالي لا تنطبق على غيرها من الوقائع أو على غير النبي صلى الله عليه وسلم من الأشخاص.

وأوضح أنَّ الطاعة المطلقة والبيعة في الجماعات المتطرفة، تُنافي الإسلام والإنسانية لأنَّها تُعطّل العقل والملكة الفكرية التي وهبها الله للإنسان، ويُسير في حياته مثل الأعمى، أو كأنه معصوب العينين لا يرى إلَّا بعين من يُبايعه ومن يُطيعه في كل صغيرة وكبيرة ولا يسمع إلَّا له، ويعطل الموهبة التي حبانا الله إياها من التفكير والتعقل، ولدينا بها المقدرة التي نميز بها الطيب والخبيث.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى