الخطاب الإلهى

التدبر في الخطاب الإلهي

ضلالات الزعامات الدينية المزيفة أفسدت عقول الناس

التدبر في ملكوت الكون أمر إلهي أمر به الناس أجمعين، ليتدبروا في مخلوقات الله سبحانه وتعالى فيزدادوا بعد إيمتنهم إيمانا.

وقد دعانا القرآن الكريم في كثير من مواضعه إلى التفكير والتدبر في آيات القرآن الكريم الذي وضع منهجًا سليمًا للحياة بُنيت على التدبر والتفكير.

يقول الله سبحانه وتعالى: «الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ».

والمتأمل في الآية الكريمة يكتشف أن الله يتحدث عن أعلى فئة من المؤمنين وهم العابدون لله سبحانه وتعالى الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم، ثم يذكر حالهم بأنهم يتفكرون في خلق السموات والأرض، فيقرون له بالوحدانية والربوبية.

الخطاب الإلهي يأمرنا بالتفكير وإعمال العقل

إن المتأمل في لغة الخطاب الإلهي يكشف للوهلة الأولى أنه خطاب الحكمة والعقل والتدبر وإعمال الفكر لمعرفة مقاصد الخطاب الإلهي وما يدعوهم إليه ليصلح حالهم فيتعاملونَ بالإحسان ويتعاونون في سبيل بناء مجتمعات الأمن والسلام.

ومن أهم ثمرات التفكير والتدبر في ملكوت الله كما يأمرنا القرآن الكريم، تحقيق الاستقرار في المجتمع حيث ينصرف الناس جميعاً إلي تعمير الأرض والعمل للارتقاء بمستوى المعيشة للإنسان والحياة الكريمة لجميع أفراد المجتمع.

المتأسلمون اخترعوا خطاباً دينياً يتناقض مع القرآن الكريم

يقول الدكتور محمد عبدالسلام الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف إن التدبّر والتفكير في جميع الكون بما فيها القرآن الكريم أمر إلهي محسوم، بعكس ما يزعم بعض الدعاة الذين نصبوا أنفسهم زعمء باسم الدين.

وأضاف عبدالسلام إن الله أمرنا بالتدبر والتفكير في آيات القرآن وفي ملكوت الله، وذم أصحاب العقول المتحجرة الجامدة فقال تعالى: وقال تعالى «وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا ألْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ». 

ومن المؤسف أن القرآن الكريم كلما دعا هؤلاء الأدعياء المتأسلمون إلى إعمال العقل والتدبر كانت إجابتهم مخيبة للأمال كما وصفها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم في قوله سبحانه وتعالى: «بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ».

وقد ذم الله أصحاب هذه العقول الجامدة فقال تعالى: «إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ» [آل عمران:190-191].

وقال سبحانه وتعالى واصفاً قلوبهم المتحجرة وعقولهم الجامدة: {أفلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24]

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى