
التعاون ضرورة إنسانية واجتماعية في الحياة ولا يمكن أن يعيش المرء دونه، فمهما منحه الله من سُبل العيش فإنه لا يمكن أن يعيش وحيدًا.
وضَع الله سبحانه وتعالى التعاون صفة في الإنسان، حيث فطره عليها، فالمخلوقات جميعها كبيرها وصغيرها مجبولة على هذه الفطرة.
حرص الإسلام حرصًا شديدًا على أهمية التعاون بين الناس، لاعتباره أساس نجاح الفرد والمجتمع، ويؤدي إلى الازدهار والنهوض به والاستقرار.
التعاون الصحيح الذي يتقرّب به الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى؛ يكون مبنيًّا على البر والتّقوى، لا المبني على الإثم والعدوان.
التعاون بين الناس ضرورة من ضروريات الحياة لا يمكن الاستغناء عنه، فالإنسان بطبيعته يحب الاجتماع، ولا يحبّ أن يبقى وحده منفردًا.
التعاون في الخطاب الإلهي
قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا ۚ وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا ۚ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا ۘ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ» (المائدة: 2).
وقال: «وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» (التوبة: 71).
وذكر القرآن أن المؤمنون إخوة ما يعني ضرورة التقارب بينهم، فقال تعالى: «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» (الحجرات: 10).
الإنسان بطبعه وبفطرته الّتي خلقه الله عليها، محتاج إلى الآخر في الكون، كي يقوى ويصلح، فلا بدّ من التّعاون بين جميع الأفراد فيما بينهم.
الترابط يضمن مجتمع قوي متماسك
الترابط بين الأفراد وإعانة بعضهم البعض، يؤدي إلى بناء مجتمعٍ سليم متماسك ذو وحدة وقوة، وتعزيز روابط العلاقات الاجتماعية وينشر المحبة والطّمأنينة.
وكذلك شُرعت الزكاة في الإسلام؛ لتكون نوعًا من أنواع التعاون بين الناس، وليساعد الغني الفقير، ويقدم له المساعدة وينتشر الأمن والآمان.
التعاون له وجوهٌ مختلفة لا يقتصر على مجالٍ بعينه بل يكون في جميع أمور الحياة، من أجل الوصول إلى ترابط قوي داخل الأسرة الواحدة والمجتمع وبين الأفراد.
التعاون يُزيد الترابط بين البشر ويُظهر مدى التماسك داخل المجتمع، ما يجعل من الصعوبة هزيمة هؤلاء خاصة في ظل ما نعانيه من فتن في الوقت الحالي.
التعاون على الإثم والعدوان يعود على الأفراد والمجتمعات بالعديد من الأمور السيئة وخراب المجتمع وقلب نظامه رأسًا على عقب ويساعد على انتشار الظلم والطغيان.
وعدم التعاون وبث الفرقة، يكون أساس الفشل، فقال تعالى: «وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ» (الأنفال: 46).