التعصب للرأي .. بذرة الإرهاب الأولى
المتطرفون يرون أنهم على الصواب المُطلَق ويكفّرون معارضيهم

التعصب للرأي يُعتبر البذرة التي أسَّست للإرهاب، حيث يرى المتطرفون أنهم وحدهم على الحق دون غيرهم، لا سيما تكفيرهم المعارضين لهم.
الإرهاب بذرة شيطانية غُرست في عقول عشرات الآلاف من المتطرفين، والقضاء عليها يحتاج المواجهة الفكرية.
الفكر لا يُحارب إلا بالفكر.. ذلك ما اقترحه الدكتور يوسف عامر، نائب رئيس جامعة الأزهر، في مقالٍ له بموقع «اليوم السابع»، منوهًا بأن ذلك يفوق الأسلحة العسكرية.
التعصب للرأي يؤدي إلى التطرف والإرهاب
وأضاف: خطورة التعصب للرأي كعامل من العوامل التي تساهم في الميل نحو التطرف والإرهاب؛ في أن كل إنسان يتمسك برأيه.
وكذلك رفض تقبل الرأي الآخر، ويعتبر الشخص نفسه محقًّا على الدوام في كل ما يراه ويفعله، يُؤجج بداخله بركان التطرف.
هؤلاء المتعصبون لآرائهم يتعاملون مع أفكارهم على أنها الصواب المُطلق، وكل ما عداهم هو عين الخطأ، ما يؤدي إلى الجمود الفكري.
التعصب للرأي والجمود يقودان إلى التطرف؛ فالمتطرف يرى أنه صاحب الحق المطلق، ويرفض أن يفتح قنوات حوار مع من يخالفه.
ذلك لأن جمود فكره يجعله لا يعترف للآخرين بفكر أو برأي، وبالتالي يرفض كل من يخالفه، وهذا هو منشأ التطرف، الفكر الذي يصاحبه عدم مرونة وصعوبة تكيف.
ورأى أن الأمر لا يتوقف على عدم سماع المتعصب لأصحاب الرأي الآخر فقط، والمضي دون إلحاق الضرر النفسي أو المعنوي بهم.
لكنه سرعان ما يتطور ليصل إلى حد استخدام القوة لإجبارهم على التنازل عن رأيهم والإيمان برأيه دون غيره.
التعصب يتسبب في انتشار القتل والفوضى
وأشار د. يوسف عامر، إلى أن: تلك هي بذرة الإرهاب الأولى التي يغرسها كل شخص بداخله، ليتحول معها وبعد فترة وجيزة إلى إنسان دموي.
هو لا يطيق العيش لحظة من الزمان دون قتل أو ترويع أو نشر فوضى ودمار في الأرض التي يحيا عليها.
وأكد أن القضاء على الإرهاب، لن يتحقق بين عشيَّة وضحاها، ولكنها حرب فكرية تتطلب وقتًا مضاعفًا لتحقيق النصر.
كذلك يجب إخراج الفكر الضال من عقول آمنت به تحت وطأة عوامل وأسباب واستبداله بفكر وسطي صحيح.
حماية النشء الصغير والشباب من الوقوع في براثن الجماعات الإرهابية، ضرورة هي الأخرى، كما أكد «عامر».
يجب استخدام السلاح الأمثل للقضاء على هذا الوحش الكاسر، فلا شك في أن قطع طريق الإمداد البشرى على تلك الجماعات موت مُحقق لها، وذهاب لا رجعة فيه.