الخطاب الإلهى

التفاسير الدخيلة على القرآن أفسدت الخطاب الإسلامي

تدوين كتب التراث كان فرصة لنشر الخلاف المذهبي

التفاسير الموجودة الآن والتي يقدسها الناس وهي نتاج بشري محض، لم تكن موجودة أيام الرسول، صلى الله عليه وسلم.

نزل القرآن بلغة العرب وأرسل الله تعالى رسوله، صلى الله عليه وسلم، بنفس لغتهم، كما في قوله تعالى: «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ…» (إبراهيم:4).

وقال تعالى: «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ » (يوسف:2)

تجرأ المفسرون بإدخال خرافات وأباطيل أفسدت الخطاب الإسلامي.

والباقي أعملوا فيه نظرهم واجتهادهم حسب معرفتهم لأوضاع اللغة وأسرارها.

ثم جاء من بعدهم عصر التابعين، فمنهم من تصدى للتفسير فروى ما تجمّع لديه من عصر الصحابة وأضاف إليه ما كان غامضًا بسبب اختلاف العصور من رأيه الشخصي.

 التفاسير جمعت أشياء لا علاقة لها بالذكر الحكيم

يقول الدكتور محمد حسين الذهبي في كتابه «الاتجاهات المنحرفة في التفسير»: ثم جاءت الطبقة التي تلي التابعين وروت عنهم ما قالوه في التفسير، وزادوا عليه برأيهم واجتهادهم بمقدار ما زاد من غموض.

وهكذا ظل التفسير يتزايد طبقة بعد أخرى، وتروي الطبقة التالية ما كان عند الطبقات التي سبقتها إلى أن جاءت مرحلة التدوين.

تشعب التدوين وشمل الفهم العقلي والنقلي وبدأ بترجيح بعض الأقوال على بعضها.

ثم عرضت التفاسير الآراء والعقائد المتباينة حتى جمعت أشياء لا تكاد تتصل بفهم آيات الذكر الحكيم أو التفسير .

امتزجت كتب الفلسفة التي تروج لفكر المذاهب المختلفة مع كتب التفسير واختلطت مع ذكر كثير من أخبار السلف وما تحمله من أساطير وخرافات.

قال «الذهبي»: ولقد استمرت تلك النزعة العلمية العقلية في كتابة التفسير وراجت في مختلف العصور حتى عصرنا الحالي.

وأضاف: أن هذا غلو منهم وإسراف يخرج بالقرآن عن مقصده الذي نزل من أجله.

التفسير المذهبي للقرآن انحرف بالخطاب الإسلامي

دخول التفسير المذهبي للقرآن فتح على المسلمين باب شر عظيم، انحرف بالخطاب الإسلامي من كونه هداية للبشر وتعريف بأمور دينهم إلى مجال لترويج مذاهب وبدع.

واغتر كثير ممن جاء بعد هؤلاء بما في هذه الكتب وظنوا بصحتها وما دس فيها أيضا من إسرائيليات.

دخل من هذا الباب أعداء الإسلام وحققوا من خلاله أهدافهم في إفساد عقيدة المسلمين.

واستخدمه المبتدعة في الترويج لبدعهم واقتحمه كذلك أشباه المثقفين بنظراتهم الكليلة وقلوبهم العليلة.

كل ذلك خرج للناس بكثير من العبث والخرافات والافتراءات في هذه الكتب يبرأ منها كتاب الله عز وجل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى