التفكر والتدبر أدوات فهم القرآن الكريم
د. الأشوح: العقل أساس التكليف والذي يختار به الإنسان بين البدائل

أوضح موجه القرآن الكريم، د. محمد الأشوح، أن الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن الكريم للبشرية ليحفظ 5 أشياء هي المال والعرض والنسل والعقل والنفس.
وقال في تصريح خاص لـ«التنوير»، إن العقل الذي هو أساس التكليف والذي يختار به الإنسان بين البدائل مثل الصواب والخطأ والثواب والعقاب والخير والشر، وجعله الله سبحانه وتعالى بنزول هذا القرآن الكريم حتى يكون منارة للعقل حتى يختار الطريق المستقيم.
وأشار إلى أن الله سبحانه أمر البشر في هذا القرآن الكريم بتغذية العقول بالتدبر والتفكر.
التدبر والتفكر في الكون
ولفت إلى أن التدبر الذي هو النظر في نهايات الأمور والتفكر هو النظر في مقدمات الأمور.
وأكد أن الإنسان المسلم مأمور في القرآن الكريم بأن يتدبر ويتفكر، خاصة أنه قد وردت مادة التفكر في آيات متعددة.
قال تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الجاثية: 13).
وأوضح أنه قد جاءت أيضًا آيات التدبر متكررة في القرآن الكريم، حيث قال تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد: 24).
وقال الله تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) (النساء: 82).
وذكر أنه قد جاءت مادة التعقل متكررة أيضًا، حيث قال تعالى: (وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (النحل: 12).
المال والعرض والنسل والعقل
وأكد أن أول مراحل التفكر هو النظر بمعنى التأمل، وليس النظر بالعين فقط ولكن النظر بالنفس والعقل والبديهيات التي وهبها الله سبحانه وتعالى للإنسان.
وأضاف أن الله سبحانه وتعالى أمرنا في القرآن بقوله: (قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ) (يونس: 101).
وتابع أنه القرآن الكريم أمر الإنسان أن يتطلع إلى كيف خلق الله هذا الكون، لأنه ربما تطلعه إلى كيفية بدء خلق الكون أوصله إلى أشياء تخدم حياته في الارتقاءات الحضارية التي يطمح إليها الإنسان.
قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) (الأنبياء: 30).
التدبر والتأمل في قدرة الله سبحانه
وأوضح أنه قد أمر الله سبحانه وتعالى الإنسان، بأن يتأمل وأن يتدبر حتى يستدل بهذا التدبر والتأمل على قدرة الله سبحانه وتعالى.
قال تعالى: (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) (الغاشية: 17).