الخطاب الإلهى

التفكر والتدبر في كتاب الله

ومضات على الطريق... المسلمون بين الآيات والروايات

أيها الناس، تعالوا لنتفكر وندرس ونبحث في كتاب الله، وعلاقته بما يجري من اغتيال الأبرياء، وقطع الأعناق والفساد في الأرض وتدمير المدن، وتشريد الناس يهيمون على وجوههم في الأرض حيارى لا يعلمون إلى أين يتجهون، وكيف يأمنون من عدو لا يرحم ومجنون لا لايفقه ولا يفهم من أجل الوصول إلى مكمن الداء مرجعيات الفكر المنحرف الذي تم توظيفه من قبل أعداء الإسلام لضرب المسلمين، وتشويه صورة الإسلام، ولم يجد صدى لدعوته، لأن السبب تراكم الروايات واستحكامها في العقول والعادات التي طغت على الآيات، حتى أصبح العقل مرتهن لها، دون استطاعته التحرر من ظلماتها، والسعي نحو النور الإلهي، والتدبر فى كتابه الكريم والعودة إلى الله، دون ولي أو فقيه أو شيخ، أو وسيط، أو كاهن.

البحث في كتاب الله سبيل المعرفة

وحين يُقِر المسلمون بأن الله لم يرسل غير محمد بن عبدالله برسالته التي أوحى الله بها لرسوله، وأنه لم يبعث رسولًا بعد محمد عليه السلام، وتكون كلمات الله هي المرجع الوحيد لرسالة الإسلام، نكون عندئذ بدأنا الخطوة الأولى نحو النور، وتحرير الفكر من الأسر لدى مَن سبق مِن الأموات، الذين قال فيهم سبحانه: (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (البقرة: 134)

تنبيه صريح من الله سبحانه بعدم اتباع من سبق من الأمم ولايكون الاعتقاد بما يردده بعض الفقهاء كما قال سبحانه: (بل قالوا وجدنا آباءنا على أمة ونحن على آثارهم مقتدون) (الزخرف: 22)

توجيه لتصحيح مسار الإنسانية

توجيه واضح بأن يعتمد كل جيل على فكر أبناء عصره، وليستنبِّطوا مِن منبع الرحمة والنور والعدل كتاب الله المبين بتصحيح مسار الإنسانية نحو الخير والمحبة والسلام والحرية والعدل والتكافل والحفاظ على حق الحياة للناس جميعًا، دون ظلم أو قهر أو عدوان، ومن أجل تصحيح المصطلح تجديد الخطاب الديني، ليتفق مع مقاصد النداء الذي وجَّهه الرئيس ليكون تصويب فهم الخطاب الإسلامي، لأن المصطلح الديني يشمل كل الأديان السماوية، بما فيها عقائد أقوام آخرين، فتحديد المصطلح ليتفق مع المقصد أمر ضروري، لتجنب الالتباس بان ما يعنيه سيادته هو الدين الإسلامي الذى تم تشويه فهمه، والإساءة إلى دعوته والطعن في مقاصده العظيمة لخير الإنسانية جمعاء، ومن يتأخر عن الاستجابة لدعوته فقد ظلم نفسه، وتهاون في قضية مقدسة ترفع الظلم عن رسالة الإسلام، ويكون مِن الذين وصفهم الله سبحانه بقوله: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا (61)) النساء.

تصويب الخطاب الإسلامي

لقد سبق ونوَّهتُ في مقالات عدة بتصحيح مصطلح (الخطاب الديني) ليكون (تصويب الخطاب الإسلامي) بدلًا منه، لأنه لا بد من تحديد المقصود بأن الخطاب هو الخطاب الإسلامي الذي يعتمد على التفكُّر في رسالة الإسلام وهو القرآن الكريم الذي تشع آياته علمًا ونورًا، وحرية وسلامًا، وإحسانًا وتسامحًا، رحمة وعدلًا، أمانة وعبادة، تعاونًا وتكاتفًا.

فالخطاب الإسلامي الذي أنزله الله على رسوله الكريم  في كتاب مبين لا يجدد، لأنه ليس بقديم أو تقادمت عليه القرون وأصبح مِن الضروري تجديده، فكلمات االله راسخة في الأرض والسماء تتفاعل مع الأحياء وترشدهم لطريق النور حتى قيام الساعة.

رسالة الإسلام 

فرسالة الإسلام ستظل كما أنزلها الله على رسوله ما دامت السموات والأرض. وقد تحدى الله عبادَه فيمن تكون لديه القدرة على أن يأتي بأية مِن عنده بقوله سبحانه:

(قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا(88)(الإسراء)، وقوله سبحانه: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين)َ (يونس: 38).

لذلك، سيظل القرآن حيًا يتفاعل مع الأحياء في كل العصور، يتبعون نور الله، ليخرجهم من ظلمات النفوس وأمراضها وتوحشها إلى نفوس راضية مطمئنة، تتنزل عليها البركات والرحمة، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى