هذه الأخطار تهدد استقرار مجتمعاتنا
غياب التفاهُم والتسامح يتسبب في وقوع الطلاق وتشريد الأبناء

التفكُك الأُسري مشكلة اجتماعية تُعد خطرًا كبيرًا يُهدِّد إستقرار المُجتمع نظرًا للآثار السلبية الناجمة عنه وتأثيرها الكبير على أطراف عِدَّة وأبرزها الأبناء.
ومن أبرز أسبابه تضييع الحقوق وإهمال الزوج أو الزوجة القيام بواجباتهما المشتركة بينهما وعدم استشعارهما المسئولية الأُسرية وعدم الإهتمام بالأولاد.
هذا يدُل على خطر إهمال الزوج لزوجته أو أولاده ما يترتب عليه ضياع البيت، كما أكَّد د. محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية في كتابه «التفكُك الأُسري».
غياب روح التفاهُم يُسبب الطلاق
ويضيف «عفيفي»: إنَّ غياب روح التفاهُم نتيجة عدم وجود حِوار مُتكافئ بين الزوجين أو عدم إعتراف أحدهُما بِأحقية الآخر في التعبير عن رأيه بموضوعية أو إعتقاد الرجُل أنَّه صاحب الكلمة والرأي، يؤدي على مر الأيام إلى الإنفصال.
ويُعتبر الخلل في عملية الإختيار قبل الزواج سواء من قِبَل الزوج أم من قِبَل الزوجة، أبرز أسباب التفكُك الأُسري كما ذكر الكاتب.
وأشار إلى أنَّ العامل المادي أصبح هو أساس الإختيار والموافقة حتى تحوَّل الزواج عند فئات غَير قليلة من المجتمع إلى مُجرد صفقات تِجارية، فغيَّب المعايير التي حدَّدها الإسلام في الإختيار.
وتضمَُّن أيضًا أسباب أُخرى للتفكُك، مثل إفتقاد الحنان والمودة والرحمة والصراعات بين الزوجين ورغبة كلٍ منهما في الإنتصار لنفسه وسحْق الطرف الآخر ولا يلتفت في ظِل تلك الأجواء إلى الأبناء ما يدل على عدم المسئولية وعدم فهْم قيمة الأُسرة.
ولفت إلى أنَّ ذلك أدى إلى ارتفاع مُعدلات الطلاق في الأعوام الأولى للزواج، ما يدل على خلل كبير في التربية والتوجيه قَبلهُ وبيان أنَّ له قُدسية عظيمة وقد سماه الله ميثاقًا غليظًا كما في قوله تعالى: «وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا» (النساء:21).
أهل الزوجين لهما دور في الطلاق
غياب دور أسرة الزوجين في التوجيه والإصلاح وإعانتهما على حل أو تجاوز المشاكل، كان من أسباب الأزمة كما يرى الكاتب، حيثُ أنَّه أحيانًا يكون الأهل من أبرز أسبابها سواء بشكل مُباشر في افتعال المشاكل أو غير مُباشر في التعامُل السلبي معها، وعدم تقديم الحلول ما يؤدي إلى تفاقُم الأمور واللجوء إلى الطلاق.
ولم ينسَ الكاتب ما يُحدثه إنتشار المُخدرات وتفشِّي الإدمان بيَنَ الشباب والآثار السلبية الناجمة عنه.
وتطرَّق إلى تدنِّي منظومة القيَم الأخلاقية في التعامُل بين الزوجين والجهل بحقوق الزوجة وغياب الإحسان الذي أمر به (الخطاب الإلهى ) بعدم نسيان الفضل حيث يقول تعالى :«وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» (البقرة: 23)
وأكَّد أنَّه من الإحسان أنْ يتحمل كل طرف ويصبر على الآخر وأن يذكر له محاسنه ولا يقوم بمحو رصيده في العِشرة الطيبة والإخلاص له بِمجرد موقف أو هفْوة.