«الجمبري حرام».. آخر فتاوى السلفيين
«الأطرش»: صيد البحر حلال كله.. وفتاوى التكفيريين تتناقض مع القرآن

الجمبري حرام أكله .. بهذه الفتوى الشاذة أفتى أحد أعضاء الجماعة السلفية المتشددة، ليحرم بذلك ما أحله الله سبحانه وتعالى.
الجمبري ما هو إلا نوع من أنواع الأسماك التي أحل الله أكلها للناس أجمعين، إلا أن الجماعات المتطرفة جاءت بمناهج ضيقة وفتاوى شاذة لتحرم علينا هذا النوع من الطعام.
ليس هذا فحسب بل ذهبت الفتوى التي لا تستند على أي دليل شرعي إلى تحريم تناول العديد من أنواع الأسماك ومنها أسماك التونة والإستاكوزا والكابوريا زاعمين أنها ليست من الأسماك ولا يجب تناوله وأنها من المحظورات شرعاً.
وبرَّرت الجماعات التكفيرية هذه الفتوى الصادمة بأن الجمبري والإستاكوزا والكابوريا مجرد كائنات بحرية تختلف عن الأسماك ولا يمكن اعتبارها نوعاً من أنواع الأسماء، زاعمين أنَّ هذه الحيوانات كانت تسمى عند عامة الناس قديماً بمسميات مختلفة، وكانوا يعدونها جنسا مختلفا عن جنس الأسماك.
يقول الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر إنَّ صيد البحر حلالٌ كله ولا شيء فيه وكل ما خرج منه يؤكل ولا حرج في ذلك.
وأضاف الأطرش لـ«التنوير»: أن الله سبحانه وتعالى أحل لنا صيد البحر وطعامه بشكل مطلق؛ حيث قال في كتابه العزيز: «أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا»، وهنا نجد الآية واضحة وكاشفة حيث توضح صراحة وبلا أي غموض أنَّ الله قد أحل للناس أكل جميع ما يتم صيده من البحر.
وطالب رئيس لجنة الفتوى الناس بأن يأخذوا دينهم من المتخصصين وليس من الجماعات الإرهابية التي تستخدم الدين للوصول إلى أغراض سياسية ومآرب شخصية لا علاقة لها بالدين، وقد كشف الله سبحانه وتعالى كذب هؤلاء المنافقين المتاجرين بالدين فقال تعالى: «وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُون مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِن قَبْلُۖ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ».
«الإفتاء»: الجمبري من القشريات المباح تناولها شرعاً
وفي نفس السياق أصدرت دار الإفتاء المصرية رداً حول هذه الفتوى أكدت فيها أن صيد الجمبري وتناوله حلالٌ باتفاق أهل اللغة والعلم وغيرهم على أنه نوع من أنواع السمك، وكل أنواع السمك وأصنافه حلال وأنَّه لا مشابهة بين الجمبري والحشرات مثل العقرب والدود كما تزعم الجماعات المتشددة.
وأكدت دار الإفتاء أن الجمبري نوع من طائفة القشريات، وهو معدود من طيبات السمك عند العرب وغيرهم وفي أعراف الناس، أمَّا العقرب فمن العنكبوتيات وهو مستقذر عرفًا وشرعًا، وكذلك الحال في الدود؛ فإنَّه مستقذر كذلك، والتشابه الظاهري بينهما لا ينبئ عن أي مشابهة حقيقية بينهما في الخصائص أو المميزات.