
الحج له فضائل عظيمة على المسلمين، يتركون مالهم وأولادهم وأهلهم وأعمالهم وديارهم والابتعاد عن الذنوب من أجل رضا الله ومغفرته.
يتوجه الحجاج إلى بيت الله الحرام ليعودوا بميلاد جديد وذنب مغفور وسعي مشكور وعمل مُتقبل وحج مبرور والذي جزاؤه الجنة.
الكل يقصد مكة لأداء المناسك لإرضاء الله سبحانه وتعالى وتأدية الفريضة، يستعدون بكل ما يستطيعون ويتزودون بالتقوى للتخلص من الذنوب.
مناسك الحج تدل على توحيد الله
مناسك تلك الفريضة تدل على توحيد الله من الطواف والسعي والوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة ومنى ورمي الجمار والنحر.
الحج يعتبر نوع من أنواع جهاد النفس بالابتعاد عن المعاصي ومتاع الدنيا والتوجه إلى الله سبحانه وتعالى لأداء الفريضة لنيَل الجنة.
يكفِّر الحج الذنوب ويطهّر النفس من المعاصي ويعيدها إلى الصفاء والإخلاص، ورفع معنويات الإنسان وتقوية الأمل وحسن الظن بالله تعالى.
الحج يؤكد البراءة من الشرك وتوحيد الله عز وجل، ويُعد درس عظيم في بُغض المشركين والبراءة منهم ومن أفعالهم.
فريضة تعمل على تعظيم شعائر الله واجتناب محارمه
قال الله سبحانه وتعالى «وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ» (التوبة : 3).
وكذلك يعمل الحج على تعظيم شعائر الله واجتناب محارمه، فقال تعالى «ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ» (الحج : 30).
تلك الفريضة تؤكد التوحيد لله وأنه لا إله إلا هو، فقال تعالى «وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ» (الحج : 26).
وتدل الآية على أنَّ المسجد الحرام أُقيم للتوحيد بعيدًا عن الشرك بالله، وأُسس لتقوى الله سبحانه وتعالى وطاعته والإخلاص له.
وقال الدكتور عبدالصمد محمد، أستاذ الفقة بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إن تلك الفريضة من أفضل الأعمال الصالحة، وأنه سبب لمحو الخطايا وغفران الذنوب.