الحكمة الالهية من فريضة الصوم

تضمن القرآن الكريم الحكمة الإلهية من فرض الصوم على المسلمين، لما له من آثار إيجابية كثيرة مثل تعلُّم الصبر وتذكُّر أحوال الفقراء والمحتاجين.

تلك الآثار العظيمة مهما تعددت ترجع إلى أصل واحد وهو تقوى الله سبحانه وتعالى التي يثمرها الصيام في نفس الصائم.

ودليلًا على ذلك قال الله سبحانه وتعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» (البقرة: 183).

تقوى الله أساس حكمة الصيام

يثمر الصوم التقوى لما فيه من إلزام الإنسان نفسه بطاعة ربه في اجتناب المباحات التي أصبحت محرّمة عليه، بعد شروعه في الصيام.

التقوى تتجسد عندما يدع المؤمن ما تشتهيه نفسه من المُباحات والطيبات طاعةً لربه ويكون أكثر بعدًا عما هو محرّم وأشد حرصًا على ما أمره الله.

من أعظم شهوات النفس هي الطعام والشراب والجماع، وقد حرمها الله على الصائم في نهار رمضان ويعلم سبحانه أنه من الصعب أن يستغنى عنها.

إذا تركها مخلصًا لله في تلك المدة من الزمن، يصبح جديرًا بأن يكون من المجاهدين لأعدائه الملازمين وهم نفسه الأمّارة بالسوء والهوى والشيطان الرجيم.

القرآن الكريم حدد أهمية الصوم في رمضان

قال الدكتور أحمد زارع، الوكيل السابق لكلية الإعلام بجامعة الأزهر، إنَّ القرآن الكريم تضمن فضائل الصيام مجتمعة في آياته.

تلك الفضائل تمثلت في قول الله تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ» (البقرة:183).

التقوى هي جمع كل خير والصوم يوصلنا إلى أن نكون في خيرية مطلقة ومستمرة من حيث السلوك الوجداني وعلاقة الشخص بربه والعلاقة الطيبة مع الآخرين وداخل المجتمع بصفة عامة.

الله رحيم بعباده، كما ذكر، إذ أنه كما أمر بالصوم وأوجبه أعطى فرصة لمن كان مريضًا أو على سفر ألا يتحمل مشقة فوق طاقته وخفف عنهم بأن يصوموا في وقتٍ آخر.

ذلك إضافةً إلى أن العبادة تكون قدر المستطاع كما حددها القرآن وتقديم الخير بصورة مطلقة وأن نكون في رغبة العطاء والعمل الصالح في كل أحوالنا.