الخطاب الإلهى

الخطاب الإلهي للأحياء وأصحاب العقول

«الشرفاء»: آيات القرآن الكريم تخاطب المسلمين في كل العصور والأزمان

الخطاب الإلهى (القرآن الكريم) موجه من الله تعالى للأحياء من الأمة الإسلامية، وليس حديثًا يرتبط بالسابقين ممن توفاهم الله وسكنوا القبور.

فهو يُخاطبُ العُقولَ في حاضرِها، كما أنه متجدد دائمًا، وكلّما انتهى عَصْر، يستمِّر الخِطابُ الإلهي إلى العصر الذي يليه، وذلك إلى أن تَقومَ السَّاعةُ.

هذا ما أكدَّه المفكر العربي، علي محمد الشرفاء الحمادي، في كتابه «المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي»، الصادر عن مؤسسة رسالة السلام للأبحاث والنشر.

وأضاف «الشرفاء»، أنَّ الله يُحاورُ عبادَه بِمَا جَاءَ بهِ الخِطابُ الإلهيُّ  في حاضرهم، وعن واقعهم الذي يعيشون فيه.

وذلك ليعدوا ما استطاعوا من العمل الصالح لمستقبلهم، وبالتالي فليسَ معنّيًا بمخاطبةِ الأمواتِ، وهذا مصداقًا لقَولهِ تَعالى: «مَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ» (يس : 69).

ولفت إلى أنَّ الخِطابُ الإلهيُّ يُخاطبُ الأحياءَ، وكلُّ حيٍّ مَأمورٌ بأن يتدّبرَ القرآنَ، و يَتَفاعلَ مع النّصِ القرآنيّ، ويفهَمَ مُرادَ اللهِ من آياتِهِ، ولايعتمدَ على فَهمِ مَنْ سَبَقَهُ.

الخطاب الإلهي مناسب لكل العصور

وقال : “إنَّ كلُّ عَصْرٍ لهُ ظروفُهُ وآلياتُه في الفَهْمِ والاستيعابِ، وما استجدّ على المجتمعات من تطوّرِ علميٍّ وحضارى يسَّر للإنسان الوسائل المختلفة التي تساعده على التفكر.

وأضاف أنَّ التطور العلمي، قد ساعد على البحث في آيات الله، ومراميها ومقاصدها لخير الإنسانية ومنفعة الإنسان، ليقيم فريضة القراءة التي نزلت في أول سورة من القرآن على رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهي «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)» (العلق).

المعرفة تيسرللإنسان تدبر الآيات وتسخر الإختراعات لخدمته

وتابع: “القراءة تفيد الإنسان، لاستخراج عناصر العلوم، التي أودعها الله سبحانه في عقل آدم عند خلقه، حينما علَّمه الأسماء كلها، وهي المعرفة في شتى المجالات الحياتية والدنيوية، التي ستظل تصاحب الإنسان حتى قيام الساعة، ليستخرج منها الاختراعات والإبداعات لتسخيرها لمنفعته وتحسين مستوى معيشته”.

وأكد على أنَّه (سبحانه وتعالى ) ، لم يُحدّد مخاطبةَ فئةٍ من الناسِ، كالعُلماءِ أو الأئمّةِ، إنّما يُخاطبُ عقولَ البشرِ جميعًا، دونَ استثناء، ويُعين أيَّ عبد من عِبادِهِ يسعى بإخلاص للتدّبرَ في كتابِه ، ويُيسّر لَهُ فَهمَ مُرادِهِ في آياتِهِ.

وذكر أنَّ المعرفةُ والفَهمُ والاستيعابُ لمْ يقصرْهُ اللهُ على فئةٍ دونَ غيرِها مِنَ البَشر، فليستَعملْ كلُّ إنسانٍ عقلَهُ في فَهمِ الآياتِ، وإذا استعصى عليهِ بعضُها فليسألْ مَنْ أنعَمَ اللهُ عليهِ بالعلم والمعرفةِ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى