
- آيات القرآن لا تخضع للشكوك - 2 ديسمبر، 2023
- التوحيد والعمل الصالح - 30 نوفمبر، 2023
- جذور الأحداث الكارثية - 28 نوفمبر، 2023
قال تعالى في كتابه المبين:
(كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ).. (الأعراف: 1-3)
وقال تعالى:
(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ).. (المائدة: 67)
وقال تعالى:
(نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد).. (ق: 45)
وقوله تعالى:
(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ).. (النحل 44)
إنهُ أمرٌ من اللهِ- جلَّ وعلا- لرسولهِ- صلى الله عليه وسلم- بأن يُبلّغَ الناسَ جميعًا أن يَتدبّروا وينظروا في آياتِ اللهِ وما فيها من عِبَرٍ وتعاليمَ وقيّمٍ وتشريعاتٍ تُنَظّم العلاقاتِ الاجتماعيةَ بينَ الناسِ على أساسِ التعاونِ والمحبةِ والعدلِ لبناء مجتمعاتِ الأمنِ والسلامِ. تعيشُ في وئامٍ وتسعى للخيرِ، تتحدُ لدفع الضّرر، وتتبعُ الله فيَما أمر، تنفيذًا لأمرهِ تَعَالى:
﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾.. (المائدة: 2)
إنَّ رسالةَ الإسلام، التي بعثَ بها اللهُ- سُبحانَهُ وتَعَالى- رسوله محمدًا- صلّى اللهُ عليه وسلم- يحمِلُها في كتابٍ كريمٍ، لِيَهْدِيَ الناسَ كافةً سَبيلَ الخيرِ والصَلاحِ، ليُخرجَهم من الظُّلماتِ إلى النورِ، فيُحرِّرَهُم من استعبادِ البشرِ للبشرِ، واستعْبادِ الأصنامِ لعقولِ الناسِ، وتحرير عقولهم من الارتهان للروايات والإسرائيليات.
هكَذا جَاءَ الخِطابُ الإلهي ليُحرِّرَ الفِكرَ من الاستِسلامِ للأمَمِ السابِقةِ، بإطلاقِ حُريةِ العَقيدةِ وحريةِ التفكيرِ لتَوظيفهِ في البَحثِ والاستنتاجِ والإبداعِ واستنباطِ العلومِ في شتى مناحي الحياة من خلال التوجيهات الربانية في كتابه الكريم، حينما ذكر الله في كتابه الذين اتخذوا مَن سبقهم حجةً لكي يبرروا اتباعهم للأمم السابقة في عقائدهم ودياناتهم وشعائر العبادات عندهم بقوله تعالى:
(بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ).. (الزخرف: 22)
وبهذه الآية يوجه اللهُ- تعالى- المسلمينَ بألا يكونوا أسرى لأفكار الأقدمين وتفسيراتهم ومفاهيمهم، فلهم زمانهم وظروفه، وعصرهم ومتطلباته.
تابع المقال في الصفحة التالية