الخِطاب الإلهي يَكشف أكاذيب الدُعاة
الجماعات الإرهابية تعتمد على أقوال وروايات مكذوبة تصطَدم مع القرآن الكريم

الخِطاب الإلهي بات الحل الوحيد لإنقاذ الأُمة الإسلامية من براثِن الإرهاب التي خرجت من رحِم الخِطاب الديني المشوَّه.
و دعا العديد من العلماء والمُفكرين إلى ضرورة العودة إلى الخطِاب الإلهي الذي يدعو إلى الرحمة والتسامُح والتصالُح بين الأُمم.
بينما تظل الجماعات الإرهابية حبيسة الخِطاب الديني المُشوَّه الذي يعتمد على أقوال مكذوبة ورواياتٍ باطلة تصطَدم مع القرآن الكريم.
الفرق بين الخِطاب الإلهي والخطِاب الديني
يقول الباحث والمفكر العربي “علي محمد الشرفاء الحمادي”:، في كتابه «المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي»، الصادر عن (مؤسسة رسالة السلام للأبحاث والنشر)، إنَّ الخِطاب الإلهي يدعو دائمًا إلى الرحمة والمحبة والتعاون والمُساواة والعدْل بين جميع البشر بإختلاف دياناتهم.
وعلى النقيض نجد الخطاب الديني يدعو إلى القتل والتكفير إستنادًا على أقوالٍ نُسبت زورًا وبُهتانًا إلى نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم).
ويرى الكاتب الكبير «علي محمدالشرفاء الحمادى» أنّ الخطابَ الدينيّ مُتعدّد المناهج والإتجاهات وكل خِطابٍ تختلف مضامينُه وأهدافه عن الخِطاب الآخر، حيثُ نجد على ساحَة الدعوة الإسلامية خِطابات دينية مُتعددة مُتناقضة، وكلٌ منها إختزل الإسلام في دعوته معتقداتٍ ذات توجُهاتٍ مُغايرة لكلٍ منها.
وتابع أنَّ الخِطابُ الدّينيُّ إعتمد على مَرجعياتٍ مُختلفةٍ ومَناهجَ مُتعددةٍ مُتناقضةٍ مع الخطابِ الإلهي واختلفتْ في أسانيدِها وارتبطتْ مَفاهيمُ أصحابها بالظروفِ السياسيةِ والاجتماعيةِ، حتى أصبحَ التشريعُ الإسلامي، مَصدرَ خِلافٍ واختلاف.
وأوضح أنَّه قد نشأتْ بسببهِ نِزاعاتٌ استمرتْ مئاتَ السّنين، وأفرزت منها في العالمِ الإسلامي طوائف عديدة وفِرقًا كثيرة مُتصارعة مُتقاتلة.
كما أشار إلى أنَّ المرجعياتُ الطائفية المُختلفة، أفرَزت طوائفَ سياسيةً مُتعددةً، وتعصُبًا أعمى أنتجَ مُتطرّفين إندفعوا دونَ وعيٍ أو ضميرٍ لإستباحةِ كلِّ القيمِ الإسلاميّةِ.
ولفت إلى أنَّهم نصّبوا أنفسَهم أوصياء على الناسِ، ويُحاسبِونَ الناسَ على عقائِدهم ويتهمونهم بالكُفر ويحكمون عليهم بإقامة حد الرِدة بالقتلِ على كل من لا يتَبع منهجهم.
وأكدَّ أنَّ ما أدّى إلى ظهورِ تلكَ الفِرقِ المُتناحرةِ، هو أنَّ قوى الشرِّ استطاعتْ التغلغُلَ في الفِكرِ الإسلامي، بآلافِ المفُسرينَ ورُواةِ الحديثِ ومُصطلحاتٍ مُتناقضةٍ، تبنتها كلُّ فِرقة.
وقال: بذلك تشتتتْ الأمةُ الإسلاميّة حينما أصبحَ لكل فِرقة منهم منهج مُستقل يتعارضُ مع الفِرقةِ الأُخرى، كانت تستهدف عَزْل القرآن وما جاء به من قيم الحرية والعدل والمساواة والسلام عن اتخاذه مرجعًا للتشريع في المجتمع الإسلامي.
الخطاب الإلهي مُحدَّد المضمون مُتسِق المعاني
وأوضح أنَّه في المقابل نجد الخطاب الإلهي خطابًا واحدًا مُحدَّد المضمون مُتسِق المعاني راقيًا في الحوار يستند للمنطِق والعقل، ليتَفِق مع الفَهم المخاطَب وهو عقْل الإنسان.
وأشار إلى أنَّه خِطاب ذو مرجِعية واحدة من خالِق الناس لكلِ الناس، يدعو للرحمة والمحبة والتعاون والمُساواة والعدْل بين جميع البَشر.
وأوضح أنَّ اللهُ سُبحانَهُ وتعالى بعثَ مُحمدًا (صلّى اللهُ عليه وسلّم) ليَحملَ للناسِ كافة، كتابًا مباركًا ليُخرجَهم من الظُّلماتِ إلى النُّورِ، ويهديهَم طريقَ الخيرِ والصَّلاحِ، حيث قال تعالى: «كِتَابٌ أنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أولُو الْألْبَاب» (ص : 29).