المرصد

المُساواة بين الناس في الخِطاب الإلهي

نائب رئيس جامعة الأزهر: الإسلام نهى عن التناحُر والصراعات والإختلاف

يحتاج المُجتمع إلى التمسُك بالوحدة والمُساواة بين الناس بعيدًا عن التناحُر والصِراعات، وذلك لنْ يتحقق إلَّا باتّباع تعاليم الإسلام التي أقرَّها الله في القرآن الكريم.

وفي ذلك الإطار أكدَّ الدكتور “يوسف عامر”، نائب رئيس جامعة الأزهر، خِلال كلمته في مؤتمر “المسلمون وعلاقتهم بالآخر”، حاجة المُجتمع لترسيخ المبادئ التي تسمحُ بإعمار الأرض على أساسٍ من التكامُل والتعاون والتسامُح.

وشدَّد على ضرورة الحرصِ على مكارِم الأخلاق، التي تكونَ للناس كافة، وتمتد حتى تشمل الحيوان والنبات والجماد، وعدم الظُلمِ أو الإعتداءِ على الآخرين.

المُساواة والتعايُش وحُرية الإعتقاد

ولفت إلى أهمية التعايُش وحُرية الإعتقاد، إذ لم يُجْبر الإسلامُ غيرَ المسلمين على إعتناقِه حيثُ قال تعالى: «لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ» (البقرة: 25)

وقال تعالى: «لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِين»  (الكافرون: 6).

لن يتمَ السلامُ، كما أكدّ الخطاب الإلهي، إلا بالسعي لتحقيقِ ما تصبو إليه النوايا الحسنة من خيرٍ لصالح الإنسانية، من خِلال الوحدة والعملِ المُشترك، القائم على الإحترام المُتبادل.

العملُ المشتركُ وِفقَ برنامج يُحدد جوانبَ التقارُب ويترك جوانبِ التباعُدِ، كان من أهم المبادئ التي أكدَّ «عامر» على أهميتها من أجل نبْذ سياسات التعصُب والتفرقة التي تَعبَثُ بمَصائرِ الشُّعُوبِ ومُقَدَّراتِهمِ.

لا فضْلَ لأحدً إلا بالتقوى

وكذلك من أجل إعلاءُ قِيَمِ التعارُّفِ المُتبادَل وخَلْق مناخ الحُريةِ، الذي يُساعدُ على الحوار ونَشْرِ ثقافةِ التسامُح والتعايُش والسَّلام وتأكيد قيمة الجمَال في الكون، والمُساواة بين الناس جميعًا فلا فضْل لأحدٍ إلا بالتقوى.

ولفتَ إلى أنَّ عالَمنا المُعاصِرِ يحتاج إلى المُساواة ويقظة الضميرِ الإنسانيِّ والتمسُك بالأخلاقِ والحِرص على إعلاء المَبادئ العُلْيَا والعمل على وقْف التَراجُع الأخلاقي والقِيَم الرُّوحِية والشُّعُور بالمَسئوليَّةِ.

و رفْض كُلَّ المُمارَسات التي تُهدِّدُ الحياةَ؛ مثل الإبادةِ الجماعيةِ والعَملياتِ الإرهابية وطالَب كذلك بوَقْف استخدام الخطاب الديني بالشرائع السماوية الثلاث، في تأجيج الكراهية والتطرُف والتعصُبِ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى