هدف «الرسالات السماوية» الحقيقي
جميع الديانات جاءت للارتقاء بالقيم والأخلاق الإنسانية

- الصلاة على النبي - 25 مايو، 2023
- استراتيجية بناء النظام العربي - 22 مايو، 2023
- السلام أساسه العدل - 17 مايو، 2023
إنَّ المولى عزَّ وجلَّ جعل الناس شعوبًا مختلفةً وقبائلَ متعددةً، لا ميزةَ لإحداها على الأخرى، حيث يتطلب هذا التعدّدُ والاختلاف في الأعرافِ والثقافات البشريةِ والتقاليد المختلفة التعارفَ بينهم وتعلّمَ لغةِ كلٍّ منهم، ليتعاونوا فيما يُحقّق لهم الخيرَ والمنفعة للناس والأمانَ والتقاربَ من خلالِ التبادلِ التجاري والتعاونِ الاقتصادي والصناعي والزياراتِ السياحِية والاستطلاعِية، للتعرُّف على ثقافاتِ الشعوبِ وتبادلِ العلومِ والمعرفةِ الإنسانيةِ لجميع خلقهِ، وهو وحدَه سُبحانَهُ مَـن يحكمُ على أعمَالِهم ويعلم مَـن يعملُ صالحًا أو طالحًا.
فلا ميزةَ لأي إنسان على آخرَ، إلا بما يقدّمهُ من عملٍ صالحٍ لنفسهِ ولمجتمعهِ، فلا حَصانةَ لأحدٍ عند اللهِ، إلا مَـن آمنَ باللهِ والتزمَ بتكاليفِ العباداتِ والمعاملاتِ، والعملِ الصالحِ.
وما كانت رسالات السماء على طول الزمان إلا نداءً لبني البشر من أجل تزكية النفوس والارتقاء بأخلاقيات الإنسان واتباع قيم الفضيلة في القرآن، التي يتحقق بها صياغة شخصية الإنسان لتكون ذات نفس وادعة عادلة مُحبة للخير والسلام، تتعامل بالرحمة وتنشر المودة بين الناس، محبة للحياة، كارهة للظلم والشر، مقبلة على العمل الصالح، تلبي طلب السائلين وتُعِين الفُقراء والمساكين وتمسح دموع الأيتام، وتساعد ابن السبيل، وتدعو لتوظيف العقل في استكشاف المعارف والعلوم والأسرار الكامنة في جوف الطبيعة واستغلال النِّعم التي أودعها الله تعالى لعباده في الأرض لِيَتَسَنى للبشر استنباط قوانين الحياة التي أودعها الله في كتابه الكريم للإنسان حيثما كان؛ ليقوم الناسُ على عمارة الأرض واستغلال ثرواتها لما ينفع الإنسان.
المصدر:
«المسلمون.. بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي»، والصادر عن «دار النخبة للطبع والنشر والتوزيع»، للباحث والمفكر العربي علي محمد الشرفاء الحمادي.