زعيم المتشددين ومُكفر الحكام والمسلمين
عمر عبدالرحمن أسَّس منهجًا للتكفريين.. وأهدار دماء الحكام العرب.. واستباح دماء المسلمين

عمر عبد الرحمن .. اسم له تاريخ بين رموز وقيادات الجماعات الإرهابية في مصر والوطن العربي، وهو الأب الروحي للتكفريين حول العالم.
كما أنه مفتي تنظيم الجهاد و«الجماعة الإسلامية» كذلك.. وتلك كانت أهم الألقاب التي حصل عليها ذلك الشيخ صاحب أشهر فتاوى إباحة دماء الحكام العرب والمسلمين.
أسَّس عبد الرحمن ووضع بذرة الفتاوى التكفيرية، منذ أن كان معيدًا بجامعة الأزهر في بداية الستينيات؛ فكانت محاضراته تؤسس للفكر التكفيري والعنف وسفك الدماء، دون مراعاة لحرمتها أو لنصوص القرآن الكريم.
وعندما توفي، أثار قرار دفنه في مصر، مخاوف الكثيرين، من يتحول قبره إلى مزار وقِبلة للمتشددين، لكونه أحد أهم رموز التيارات الإسلامية المتطرفة.
«عبدالرحمن»، الذي ساعد على نشر أفكاره المتطرفة ندواته وخطبه، ترك خلفه سجلًا كبيرًا من الأحداث المثيرة للجدل، والفتاوى المتشددة، التي لعبت دورًا خطيرًا في نشر حالة العنف، التي شهدتها البلاد طوال فترة الثمانينات والتسعينات.
مفتي تنظيم الجهاد، عمر عبد الرحمن.. حرَّم أيضًا صلاة الجنازة على جثمان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وتكفيره، واعتقل في 13 أكتوبر 1970؛ في سجن القلعة لثمانية أشهر حتى أفرج عنه في 10 يونيو 1971.
ولم يقف عند ذلك الحد بل أفتى بوجوب إسقاط نظام الرئيس الراحل محمد أنور السادات واستحلال دمه، بعد تكفيره، وهو ما تم فعلًا على يد عناصر تنظيمي الجماعة الإسلامية والجهاد. ومنذ هذه الفترة يلقبه قادة التيار الجهادي في مختلف أرجاء العالم بالشيخ المجاهد.
وقفت فتاواه وراء تكفير عدد من الكتاب والمفكرين والأدباء أشهرهم، فرج فودة، ونجيب محفوظ، حيث اعترف قاتل «فودة» أنَّه نفَّذ فتوى الشيخ عمر عبدالرحمن، التي أشارت إلى أنَّه لا إثم شرعيًا يقع بقتله.
وفي عام 1994 اعترف محمد ناجي محمد مصطفى، والذي حاول قتل نجيب محفوظ، أنَّه قرأ كتبًا خاصة بالجماعة الإسلامية، وحاول قتل أديب نوبل، تنفيذًا لفتوى أمير الجماعة عمر عبدالرحمن، بزعم أن «محفوظ» هاجم الإسلام في كتبه لذلك يستحل دمه.
«عبدالرحمن» الذي توفى في فبراير 2017، قضى عقوبة السجن مدى الحياة في الولايات المتحدة، إثر إدانته بـ «التورط في تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك»، والتخطيط لشن اعتداءات أخرى، بينها مهاجمة مقر الأمم المتحدة، حيث سافر إلى أمريكا ليقيم في ولاية نيوجرسي، وأعتقل هناك، حينما وجهت له هذه التهم.
بعد الحكم عليه بالسجن في أمريكا، أصدر تنظيم الجهاد بقيادة أيمن الظواهري، بيانًا يُهدِّد فيه بضربات انتقامية من الولايات المتحدة، وإثر احتلال العراق واتساع نشاط الجهاديين هناك نشرت العديد من المواقع الجهادية، على الإنترنت، مقالات تدعو الجهاديين في كافة أنحاء العالم و خاصة في العراق لأسر أمريكيين وافتدائهم بالدكتور عمر، ولو اقتضى الأمر افتدائه بألف أمريكي.
خلال عام 1981، تولى قيادة الجماعة الإسلامية، التي تأسست في نهاية سبعينيات القرن الماضي، وينتمي إليها معظم من أدينوا بقتل الرئيس الراحل أنور السادات، ويراه أعضاء جماعة «الإخوان» الإرهابية «مجاهدًا».
بدأ « عمر عبد الرحمن »، خلال عام 1992، هجومه العنيف ضد النظام المصري، عبر خطبه في المسجد ومحاضراته، وقرَّرت السلطات منعه من الخطابة، قبل أن تضعه قيد الاحتجاز والإقامة الجبرية.
أعلن سفره لأداء مناسك الحج، غير أنه غير وجهته، نحو أفغانستان، حيث شارك في حشد عمليات القتال ضد الاتحاد السوفيتي آنذاك، وألقى هناك خطبًا ومحاضرات عدة، على المقاتلين، تحثهم على القتال والجهاد ضد من وصفهم بـ «الكفار الملاحدة».