الأسرة والمجتمع

«الزوج الظالم» كارثة مجتمعية

العنف مع المرأة يُهدد استقرار الأوطان ويضر الأبناء

احتلت الزوج مكانة عالية في القرآن الكريم، حيث كرَّمها الله سبحانه وتعالى وجاء بالآيات التي تدعو إلى مراعاتها ومعاشرتها بالمعروف.

الإسلام حرص على حق الزوج على زوجها والحياة الزوجية، وبذلك فإن الأصل في العلاقات هو المودة والرحمة ومعاملتها بالإحسان.

ويُعاني المجتمع من ظاهرة «الزوج الظالم» حيث باتت منتشرة بصورة مُخيفة، وتشكّل تهديدًا على الأسرة والمجتمع، لأنَّها تؤدي إلى تفكك الحياة الزوجية، وخلْق أجيال من الشباب الناقم على وطنه.

الإسلام أكد احترام المرأة

وجاء الإسلام لينشر في الأرض وبين النّاس العَدْل والإحسان بفضلٍ ومِنّة من الله تعالى، وإنّ من شرائعه احترام المرأة وصَوْن كرامتها ومكانتها وحفظ حقوقها.

وتعدَّدت الآيات التي تدعو إلى عدم ظلم الزوج لزوجه، حيث يقول الله تعالى «وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (الروم: 21).

كما يقول الله تعالى «…وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ» (البقرة:228)

وقوله تعالى «…وَءَاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِ..» (النساء:25)

وقوله تعالى: «وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۚ فَإِن كَرِهۡتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰٓ أَن تَكۡرَهُواْ شَيۡ‍ٔٗا وَيَجۡعَلَ ٱللَّهُ فِيهِ خَيۡرٗا كَثِيرٗا» (النساء: 19).

وحرّم الله سبحانه وتعالى الظّلم بين العباد بكلّ أشكاله، ووضّح خطورته وبغضه ويقول تعالى «وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا» (الفرقان: 19).

ونصَّ القرآن أيضًا على «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا» (النساء:1).

الإسلام نهى عن الظلم وحرّمه

وتُعاني بعض النساء من ظلم أزواجهنّ، وممارسة أساليب مختلفة من العنف الجسدي والنفسي بحقهنّ، رغم أنّ الإسلام نهى عن الظلم وحرمه بين جميع شرائح المجتمع لما له من نتائج سلبية.

ممارسة هذا الخُلق المكروه من قبل الزوج على زوجه يترتب عليه تدمير الأسرة، وإنهاء العلاقات بين أفرادها وضياع الأبناء وبالتالي انهيار المجتمع، وتأخر نهوضه.

ونهى الله عن الظلم في جميع الأمور، حيث يقول سبحانه وتعالى «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا» (النساء:168).

ويقول الله تعالى: «وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ» (إبراهيم:42).

وقوله تعالى: «وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا» (الكهف:59).

وفي توضيح لذلك، ذكرت دار الإفتاء في فيديو لأحد أمنائها، أنَّ الظلم ظلمات يوم القيامة، وويلٌ للظالمين، مُشيرة إلى أنَّ كثير من الحقوق يقتص الله سبحانه وتعالى من صاحبها في الدنيا قبل الآخرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى