الخطاب الإلهى

السرور في الخطاب الإلهي

القرآن الكريم يضمن السعادة في الدنيا والآخرة

تضمَّن الخطاب الإلهي آيات تتحدث عن السرور والسعادة، خاصةً أنَّ الإسلام يدعو دائمًا إليهما بعيدًا عن الحزن والغم والخوف والقلق.

ﺟﺎء اﻟﺴﺮور ﻓﻲ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻓﻲ أرﺑﻌﺔ ﻣﻮاﺿﻊ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﻗﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ وﺻﻴﻎ ﻣﺘﺒﺎﻳﻨﺔ، كما ذكر الدكتور عبدالمنعم عبدالله حسن الأستاذ بجامعة الأزهر.

آيات السرور في القرآن الكريم

 

أول المواضع: قال الله تعالى: «قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ» (البقرة:69).

ﺟﺎءت اﻵﻳﺔ ﻓﻲ ﺳﻴﺎق ﺣﻮار نبي الله ﻣﻮﺳﻰ (عليه السلام) ﻣﻊ ﻗﻮﻣﻪ وﻫﻮ ﻳﺒﻠﻐﻬﻢ أﻣﺮ ﷲ ﻟﻬﻢ ﺑﺬﺑﺢ ﺑﻘﺮة ﻟﻴﺆﻛﺪ ﻟﻬﻢ ﻗﺪرﺗﻪ ﻋﻠﻰ إﺣﻴﺎء اﻟﻤﻮﺗﻰ وﻳﺮﻳﻬﻢ آﻳﺎﺗﻪ اﻟﺒﻴﻨﺎت، وكانت صفات البقرة تبعث السرور في أعماق الناظرين.

ثانيها: قال تعالى: «إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا» (الإنسان:10 /11).

ﺟﺎء ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻷﺑﺮار وﻣﺎ أﻋﺪَّ ﷲ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﻃِﻴﺐ اﻟﺸﺮاب وأﻋﺬﺑﻪ وﻣﺎ ﺗﺤﻠﻮ ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺎت والخوف من أهوال يوم القيامة.

أمّنهم الله من شره وحفظهم من أهواله وكسا وجوههم حُسنًا وعمّر وجوههم رضا وملأ قلوبهم بهجة فاضت على وجوههم إشراقًا وحُسنًا.

ثالثها: قال تعالى: «فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (7) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (8) وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُورًا» (الإنشقاق: 7 /8 /9).

المؤمن اﻟﺬي ﻋﻤﻞ اﻟﺼﺎﻟﺤﺎت وﺗﺤﻠّﻰ ﺑﺎﻟﻄﺎﻋﺎت، واتبع الحق يُعطى ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺑﻴﻤﻴﻨﻪ، ويلقى حسابه سهلًا ميسورًا، وتكمل سعادته بلقائه أهله المؤمنين.

السرور باللهو في الدنيا يؤدي للحزن في الآخرة

 

رابعها: قال تعالى: «وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11) وَيَصْلَىٰ سَعِيرًا (12) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا» (الإنشقاق:10/13).

ﻳُﺼﻮِّر اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ اﻟﺼﻮرة اﻟﻤُﻌﺘﻤﺔ للصنف الخاسر والفريق المُهان ممن أساء وظلم وقصَّر وفرَّط وضل واعتدى، فيأخذ كتابه بشماله من الخلف ويخيّم عليه الحزن.

يحوطه الغم، فكان في الدنيا سعيدًا بلهوه مطمئنًا بزخرف الحياة واهمًا بقاءه بها ودوامه لها وأنه لن يعود إلى ربه ليسأله عما اكتسبه واقترفه.

قال تعالى: «إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ» (الإنشقاق: 14).

ذلك السرور الواهم الواهي الذي شغله عن الحق والهدى وغمسه في اللهو، حرمه السرور الحقيقي الدائم في الآخرة الذي ينعم به من شغلهم أمر الآخرة.

اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻦ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻘﺪر، كما أكد «حسن» وﻳﻌﻴﺶ دومًا على ﺣﺬر، ﻓﻴﻤﺎ ﻛﺒُﺮ وﺻﻐﺮ، ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺑﺴـﻤﺘﻪ وﻟﻔﺘﺘﻪ، ﻓﺎﻵﺧﺮة دائمًا نُصب ﻋﻴﻨﻴﻪ، ﻳﻨﺘﻈﺮﻩ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﺮور ﺑﻼ ﺣﺪود، وﺳﻌﺎدة بلا قيود.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى