الخطاب الإلهى

الشهيد في الخطاب الإلهي

الإسلام أقرَّ القتال في سبيل الله دفاعًا عن الدين والعرض والوطن

يحتفل المصريون بذكرى يوم الشهيد الذي يوافق 9 مارس من كل عام، تخليداً للشهداء الأبرار الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الله من أجل حماية دينهم وأوطانهم.

وقد عظَّم الإسلام من قيمة الشهيد، فهو صاحب الروح الطاهرة التي ضحَّت بنفسها من أجل إعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى؛ ,الشهادة شرفٌ يناله من تمكَّن الإيمان في قلبه.

الشهيد لا يموت بل هو حيٌ يُرزق عند ربه، يتنعم في نعيم الجنة المُقيم، ويفرح بما أعدَّ الله له، فيقول سبحانه وتعالى «وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ..» (آل عمران/ 169).

وتُسلط «التنوير» الضوء على أهمية وقيمة الشهيد، في يومه الذي حُدِّد لبكون 9 مارس من كل عام.

يقول الشيخ أحمد ترك، مدير إدارة التدريب السابق في وزارة الأوقاف، إنَّه سُمي شهيدًا لأَنَّ اللهَ وملائكته شُهودٌ له بالجنة وممن يُسْتَشْهَدُ يوم القيامة مع النبي (صلى الله عليه وسلم ) على الأُمم الخالية.

وأضاف: نجد ذلك في قوله تعالى«وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا..» (البقرة/ 143).

الشهيد مُيِّز عن الخَلْقِ بالفَضْلِ

وأوضح أنَّ الشهادة تكون للأَفضل فالأَفضل من الأُمة، وأبرزهم من قُتِلوا في سبيل الله، مُيِّزوا عن الخَلْقِ بالفَضْلِ، وبيَّن الله أَنهم أَحياءٌ عنده يُرْزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله، وقيل لأَنَّ ملائكة الرحمة تَشْهَدُه، وقيل لقيامه بشهادَة الحق في أَمْرِ الله حتى قُتِلَ.

وأشار إلى أنَّ الشهيد هو من قُتِل في قتال بإذن ولي الأمر دفاعًا عن الأرض، ويلحق بذلك كل من كُلِّف بمهمة الدفاع عن الوطن أو تحقيق مصلحة عُليا للأمة داخلها أو خارجها أو على حدودها.

ولفت إلى أنَّ الشهيد الذي يُقتل في سبيل الله، يختلف عن القتيل الذي يموت في معركة لتحقيق أيدلوجية باطلة راسخة في عقله، ويُمارس القتل وليس القتال، ما ينطبق على الإرهابي، حيث يقول تعالى: «وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ»(البقرة/ 190).

وأوضح أنَّ القرآن كما حثَّ على القتال في سبيل الله للدفاع عن الوطن، نهى عن القتل، فى قوله تعالى :«مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا..» (المائدة: 32).

الشهيد يختلف عن الإرهابي الذي يُدمر الوطن

وأكَّد أنَّ الشهيد له مكانة عظيمة وعالية عند الله سبحانه وتعالى، عكس الإرهابي الذي يُدمر الوطن ويقتل مخالفيه بإسم الجهاد في سبيل الله.

وأشار إلى قوله تعالى  “إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167) ”    (البقرة 166، 167).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى