- كلمة في حق الرئيس السيسى؟ - 25 سبتمبر، 2023
- الطلاق قضية مجتمع - 2 سبتمبر، 2023
من القضايا المهمة التي شغلت الدولة وعلى رأسها رئيس الجمهورية وتمت مناقشتها في الحوار الوطني وشرفت بالتواجد في جلسات الأسرة وهي قضية الطلاق ومشاكل ما بعد الطلاق.
ثانيًا: الطلاق في مفهوم التجارة: وقد قيل إن أردّتَ أن تسافر براً، فكر مرة، وإن أردّتَ أن تسافر بحراً ففكر مرتين، وإن أردّتَ أن تسافر جواً ففكر ثلاث مرات، وأردّتَ أن تتزوج ففكر سبع مرات، وأما إن أردّت أن تطلق ففكر 1000مرة . لكونه مشروعًا فاشلًا ولا سيما إن كان الطلاق تعسفيًا فهو خسارة في كل مجالات الحياة، خسارة جسدية ونفسية ومادية واجتماعية وتحصد فشله أجيال متعددة.
ثالثًا: الطلاق في المفهوم الهندسي: هناك بيت مبنى على الرمال وهناك بيت مبني على الصخر، اجعل بيتك مبنيًا على صخر الإيمان والمثل والأخلاق والقدوة واعلم يقيناً أنه حتماً ستأتي الرياح والسيول وهناك من يثبت وهناك من ينهار، والزوج والزوجة يمثلان عمودى الأسرة، فإن حدث خلل ما في أحد العمودين سقط مبنى الأسرة بالكامل على كل الساكنين، ومن ثم تعمّ الخسارة على الجميع.
رابعًا: الطلاق في المفهوم الديني: الطلاق هو الحلال البغيض عند الله والدين بمعنى أنه الحلال المكروه، أي أن الله يكره الطلاق كما يكره المعصية بكل أنواعها وفي القرآن الكريم: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون»َ.
وهذا يتفق مع ما جاء في سفر التكوين تك 2: 21 فأوقع الرب الإله سباتاً على آدم فنام، فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحماً وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلى آدم.
فقال آدم: هذه الآن عظم من عظامى ولحم من لحمي. هذه تدعى امرأة لأنها من امرئ أخذت.
ومن خلال هذا المقال أناشدكم باسم الله والدين، باسم الإنسانية والضمير، باسم الروابط الزوجية التي جمعتكم لتكونوا تحت سقف منزل واحد، باسم الأطفال المشردين التي انتهكت براءتهم بسبب افتراق الزوجين باسم الأطفال الحالمين أن يسكنوا في دفء العائلة الواحدة, باسم السيدات المطلقات اللائي يتعرضن للابتزاز والتحرش والاستغلال، باسم المراهقين الذين اقبلوا على الإدمان بسبب الخلافات الأسرية وطلاق الزوجين، باسم الشباب العازفين عن الزواج بسبب غياب القدوة داخل الأسرة، باسم هؤلاء جميعًا، ألا تتخذوا قراراً بالطلاق فإن الذي يجمع الأسرة أكثر بكثير من الذي يفرقها، وإن اتخذت القرار بالطلاق عليك أن تتعامل مع طليقتك بالود والرحمة والرجولة، وأن ما تنفقه في ساحة القضاء أولى به من كانت يومًا زوجتك وما زالت أمًا لأولادك، واعلم يقينا أن ما يزرعه الإنسان إياه يحصد، وأن الحصاد هو أضعاف الزرع، ويا رجال الدين، نحتاج أن نعيش روح الدين، وليس حرفية النص.
نقلًأ عن «الأهرام»