يُعد العدل من القيم الإنسانية الأساسية التي جاء بها الإسلام، وجعلها من مقومات الحياة الفردية والأسرية والاجتماعية والسياسية، حتى جعل القرآن إقامة القسط – أي العدل – بين الناس هو هدف الرسالات السماوية كلها.
فقال تعالى: «لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْـمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ» (الحديد: 25).
وليس ثمة تنويه بقيمة القسط أو العدل أعظم من أن يكون هو المقصود الأول من إرسال الله تعالى رسله، وإنزاله كتبه؛ فبالعدل أُنزلت الكتب، وبُعثت الرسل، وبالعدل قامت السموات والأرض.
ولقد حث الخطاب الإلهي المسلمين على ضرورة إقامة القسط في معاملاتهم اليومية والدنيوية مع إخوانهم من المسلمين، وكذلك مع أتباع الشرائع الأخرى، بل وحتى مع غير الموحدين بالله.
ونهى أن يكون إعطاء الحقوق لأصحابها مرهونًا باتّباع دين محدد أو الانتماء لجنسية محددة.