
عقد النكاح يُعتبر منْ أسمى العقود على الإطلاق، لما يترتَّب عليه من علاقاتٍ أُسريةٍ وإجتماعيّة، ويُُُُُُُبَني عليه أحكام تَخُصّ الفرد والأسرة والمُجتمع.
و أعلى القرآن الكريم من مكانة الزواج وجعل له عقداً مقدساً يتضمن أركان وضوابط وشروط لا ينبغي تجاوزها.
وجعل الزواج سكينة ورحمة فقال تعالى: «مِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» (الروم: 21)
وقال تعالى: «هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ» (البقرة: 187).
وبيَّن القُرآن الكريم المحرَّمات من النساء اللاتي يحرُم نكاحهن؛ فقال تعالى: «وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا* حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ…» (النساء: 22_ 23).
وتحدَّث القرآن الكريم عن عدد الزوجات اللاتي يحلُّ للرجل جمعهن في ذمَّته؛ فقال تعالى: «وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا» (النساء: 3).
وأكَّد القرآن الكريم متانة عقد النكاح ومكانته السامية؛ فقال تعالى: «وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا» (النساء: 21).
يقول الدكتور (أحمد الطيب) شيخ الأزهر الشريف، إنَّ عقد الزواج في الإسلام عقد ديني، وليس مدنيًا أو إجتماعيًا أو وضعيًا خاصًا، فالقرآن تضمَّن آيات تفصيلية توضح مُهمة الأسرة.
وأوضح خلال برنامجه الأسبوعي على الفضائية المصرية، أنَّ الأسرة مرتبطة بقضية «الخلافة عن الله»، فهي الضابط الوحيد لإستمرار البشر على الأرض.
كما أنَّ الخروج عنها في قضايا النسل أو غيرها يشكل كارثة بكل المقاييس؛ لأنه يعارض الهدف الإلهي من وجود الكون والبشر، لهذا فإن المقاصد الخمس العليا للشريعة.
عقد النكاح يضمن الحقوق
وأوضح أنَّ الأسرة مرتبطة بمقصد رئيس من مقاصد الشريعة، وعقدها مقدس وهي الآلية التي ننفذ بها مشيئة الله، كما أنها الضامن الوحيد لإستمرار حفْظ النّسل.
وذكر أنَّ تناول حقوق المرأة أو الزوجة لا يعني إنحيازه أو محاباته لها على حساب الرجل.
وقال إنَّه يُحاول تسليط الضوء على النصوص التي إنتبهت لتلك الحقوق، رغم سيادة نوع من الفِقه المُتأثر بالعادات والتقاليد أكثر من تأثُره بالنصوص والتوجيهات الإلهية التي نصَفَت المرأة.
من الواجب أنْ نُحيي هذا الجانب الذي إستطاع أنْ يقول إنَّ للمرأة حقوقًا غير تلك التي شاعت في فِقه القرون المتأخرة.
ودعا الأزواج إلى أنْ ينظروا للأمر بإنصاف، ففي كثير من المجتمعات كانت المرأة تُجبَر على الزواج بمَنْ لا ترغب فيه بل بمَنْ لم تراه ولم يرها مِنْ قَبْل.
الإسلام إحترم المرأة وأعطاها حقوقها
الزوجة كانت أشبه بالخادمة للزوج وأهله، كما ذكر «الطيب» فضلًا عن حرمانها مِنَ الميراث، وكل ذلك ليس مِنَ الشرع على الإطلاق.
ولفت إلى أنَّ البعض يصور ذلك على أنَّه ترُاث الإسلام والمسلمين، وفي ذلك ظُلم للدين.
وأوضح أنَّ الفِقه الصحيح قادر على الإسهام في حل قضايا المرأة، وهذا أمرٌ بالغ الأهمية، فالمجتمع يسير على ساقين.
ويرى أنَّه عندما نشلّ حركة المرأة يصبح المجتمع كَسِيحًا أعرج، مُضيفًا «أنا لست ضد الرجل أو مُتحيزًا للمرأة، لكنَّني أرى أنَّ المسلمة في الشرق لا تتمتع بحقوقها الشرعية وهذا ليس رأيي وحدي».