الأسرة والمجتمع

دعوة لإنشاء مكاتِب رعاية الأُسرة للحد من تفشّي الطلاق

هيئة المكتب تُقرر راتبًا شهريًا للزوجة لتربية الأبناء ورعايتهم حتى سِن الرُشد

الطلاق.. بات شبحاً يهدد إستقرار الأُسرة العربية، بعد أن وصلت إحصائيات الطلاق إلى حالة مُرعبة وغير مسبوقة في تاريخ الأُسرة العربية.

وفي محاولة لإيجاد حل لهذه الأزمة الإجتماعية يقول الباحث والمُفكر العربي الكبير “علي محمد الشرفاء الحمادي”، أنَّ تخفيض نسبة الطلاق يتطلب إعتماد عقد نِكاح ولا يتم الزواج إلَّا بعد المُصادقة عليه بحضور الشُهود أمام مكتب رعاية الأسرة.

وأضاف في كتابه «الطلاق يُهدد أمن المُجتمعات» أنَّ تنفيذ هذا الأمر يحتاج إلى إصدار قانون بإنشاء تلك المكاتب بالمُدن أو المراكز في كل مُحافظة ليُقدم خدماته الجليلة للمواطنين.

وأوضح أنَّ هيئة المكتب تتكون من: مأذون مُنتدب من وزارة الأوقاف ومُستشار قانوني مُنتدب من وزارة العدل وطبيب نفسي أو إخصائي اجتماعي مُنتدب من وزارة الصحة وتكون تبعيته الإشرافية لوزارة السُكان.

ولفت إلى أنَّ مُهمة المكتب تعتمد على التصديق على عقد الزواج المُعتمد وإستدعاء الزوجين في حالة طلب أي منهما الانفصال، مُشيراً إلى ضرورة بحث المكتب الأسباب المادية والمعنوية لأي من الطرفين الذي قرَّر الطلاق وِفق بنُود العقْد.

كما لفت إلى أهميته في مُحاولة الإصلاح بينهما وإعطائهما مُهلة 30 يومًا للوصول إلى إتفاق يُرضيهما، فإذا إقتنعت هيئة المكتب بفشَل مُحاولات الصُلح وإصرار الطرفان على الإنفصال، يُقر الطرف الأول بإلتزامه بالنفقات المقرَّرة في عقد النكاح الموقع بينهما والمصدَّق عليه من مكتب رعاية الأُسرة.

وشدّد المُفكر الكبير “علي محمد الشرفاء الحمادي” على ضرورة اِلتزام الزوج بإستمرار الإنفاق والرعاية  للأطفال، كما تقرر هيئة المكتب وفق العقد راتبًا شهريًا للزوجة التي تقوم على تربية الأبناء ورعايتهم والوفاء بكل مُتطلباتهم حتى سِن الرُشد.

تأهيل المُقبلين على الزواج

وفي محاولة منها لوقْف تفشِّي ظاهرة الطلاق بين الأُسر المصرية قررت “دار الإفتاءالمصرية”تنظيم دورة تدريبية للمُقبلين على الزواج، لتأهيلهم لتحمُل المسئولية لضمان تقليل نسبة الطلاق التي تُهدد المُجتمعات.

يقول الدكتور “عمرو الورداني” أمين الفتوى بدار الإفتاء، إنَّ هذه الدورة شَهدت إقبالاً شديداً من المواطنيين بعد تحويل الزواج من فكرة إلى قُدرة على الحياة ونقْل الخِبرات المِهَنية «لكل مُشكلة ألف حل».

وأضاف: يقوم القائمون على هذه الدورة برسم خريطة الحياة الزوجية والتخلُص من أوهام الزواج والتعرُف على لُغة المرأة ولُغة الرجُل وتحويل قضية الزواج إلى رسالة في الحياة وغرْس رُوح الشريعة في بِناء الأُسرة.

علاج الطلاق بالوعي وليس القانون فقط

وأكد “الورداني” أنَّهم يتعاملون مع مُشكلة الطلاق بالوعي وليس القانون فقط، لافتاً إلى أنَّه يتم تدريب المُقبلين على الزواج علي كيفية إدارة الخلافات الزوجية، وإتخاذ القرار الأصوَب وكيف تُدار الضُغوط الأُسرية والاقتصادية والتعامُل معها وزيادة وعي الإنسان وكَسر مَقولة أنَّه ضعيف وليس لديه إمكانية، وكيف يلجأ إلى الحل الإبداعي في حل مشاكله.

مضيفاً: أنَّ الدورة تُزوِّد الشباب والشابات بالخِبرات والمهارات التي يستطيعون بها تأسيس بيت قوامُه المودة والرحمة والحُب، ويواجهون بذلك مصاعِب الحياة التي قد تجعل من البيوت كيانًا هشًا إذا لم يكن ساكِنوه لديهم القُدرة على مواجهة مُشكلات الحياة الزوجية.

وأشار إلى توعيتِهم بمعنى عَقْد الزواج وما يترتب عليه من حُقوق، وآثار عقد الزواج والتزاماته وتنظيم الإنجاب، عِلاوة على تقديم الإرشاد الطبي والصحة الإنجابية ونصائح مُتعلقة بالإنجاب وسُبل تنظيمه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى