ملفات خاصة

«علماء»: مقاطعة الاستفتاء كتمان للشهادة

القرآن الكريم فوّض الحاكم في تسيير جميع أمور الدنيا

« الانتخابات والاستفتاءات » شكل من أشكال الديمقراطية التي تعتمد على حرية الرأي والتعبير.

إلا أن الجماعات المتطرفة تعتبر الانتخابات أو الاستفتاء نوع من الكفر والخروج عن الإسلام، زعمًا منهم أنها تخالف مبدأ الشورى.

وقد تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فتاوى منسوبة للجماعات الإرهابية تطالب بمقاطعة عملية الاستفتاء على تعديلات الدستور المصري الحالية.

عدد كبير من العلماء أكدوا أن هذه الفتاوى باطلة وتتعارض مع صحيح القرآن الكريم الذي أمرنا بالمشاركة في كل ما ينفع الأمة.

الاستفتاء على الدستور شهادة

يقول الدكتور أحمد كريمة من علماء الأزهر الشريف، إن عملية الاقتراع أو الانتخاب أو الاستفتاء هي نوع من الشهادة يشهد بها المواطن أمام تلك اللجان.

مضيفًا أن هذه الشهادة تعني إبداء المواطن رأيه في الأمر المطروح عليه، إما بالقبول أو الرفض.

مشيرًا إلى أن القرآن الكريم أمرنا بهذه المشاركة، ونهانا عن المقاطعة التي قد تتسبب في هدم الأوطان.

حيث يقول الله سبحانه وتعالى: « …وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ…» (283:البقرة).

والآية تعني أن كل مسلم مُطالَب بالمشاركة والإدلاء برأيه الذي يُمليه عليه ضميره، ويُقر بشهادته أمام الله سواء بالقبول أو الرفض.

القرآن فوّض الناس في أمور الدنيا

وأضاف الدكتور أحمد كريمة، إن جميع أمور الدولة والحكم والقانون والدستور، من أمور الدنيا التي أوكلها الله لولي الأمر، وأمرنا سبحانه وتعالى بطاعته.

حيث يقول الله سبحانه وتعالى: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ…» (النساء: 59)

كما أن القرآن الكريم فوّض الناس بما فيهم ولي الأمر الحاكم في تسيير جميع أمور الدنيا، دون أي تدخل أو إقحام للدين.

وإن كان القرآن الكريم قد ألزم الحاكم بـ«الشورى» وألزم المحكوم بـ«الشهادة والرأي» والمتمثلة في عملية الاستفتاء والاقتراع.

وعليه: فإن كل مواطن مُطالب شرعًا بالمشاركة في عملية الاستفتاء على الدستور وإبداء رأيه كما يرى.

مؤكدًا أن المشاركة في العمل العام نوع من العمل الصالح الذي يتقرب به العبد إلى الله.

يقول سبحانه وتعالى: « وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ» (التوبة:105).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى