ملفات خاصة

العمل المقدس في القرآن الكريم

الخطاب الإلهي يرتقي بالأيدي العاملة ويحُث الأنبياء على الكسب الحلال

العمل عبادة.. كلمات من نور توارثها المسلمون جيلًا بعد جيل، بعد أن علَّمهم القرآن الكريم فضْل العمل في إعلاء مكانة الإنسان.

والمتأمل في الخطاب الإلهي يجد أن القرآن الكريم أعلى من مرتبة العمل، وجعل له قدسية ومكانة سامية.

يقول تعالى: ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)   (فصلت: 33).

العمل الصالح فلاح في الدنيا وجنة في الآخرة

ربط القرآن الكريم بين العمل في الدنيا والثواب والجنة في الآخرة، وجعل جزاء العمل الصالح في أعلى درجات الجنة.

يقول تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا»  (الكهف: 107)

ويؤكد اللّه تعالى نفس المعنى في آية أخرى فيقول: «وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا»  (النساء: 122)

كما ربط لقاء العبد بربه بالعمل الصالح فقال تعالى: «..فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا»  (الكهف: 110)

ويقول تعالى: «لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ»  (الروم: 45)

القرآن الكريم لا يفرق بين الذكر والأنثى في العمل

المتأمل في القرآن الكريم يجده لا يفرق بين الرجل والمرأة في العمل، ويجعل الذكر والأنثى على درجة ومسافة واحدة.

يقول تعالى: «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ»    (النحل: 97)

ويؤكد نفس المعنى فيقول جلَّ في علاه: (وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا )    (النساء: 124).

ويرتقي القرآن الكريم بالعمل في مكانة عالية فيأمر الأنبياء والمرسلين بالعمل، وأن يكون العمل هو مصدر رزقهم الحلال.

يقول تعالى: «يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ» (المؤمنون: 51)

العمل هو الطريق الوحيد للكسب الحلال

لقد أعلن القرآن الكريم دعوته الأكيدة على ضرورة العمل والكسب، وبذْل الجهد فقال تعالى: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )  (الجمعة:10).

إن القرآن الكريم دعا الناس إلى العمل، وحثَّهم عليه وحتَّم عليهم أن يكونوا إيجابيين في حياتهم يتمتعون بالجد والنشاط ليفيدوا ويستفيدوا.

كما كرَّه للإنسان الحياة السلبية، والإنزواء والإحجام عن العمل، فقال تعالى: «..فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ»   (الملك: 15).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى